ندبات متناثرة على جدار الذاكرة / بقلم : سميح مريش

متناثرة بعشوائية قتلى لحربٍ دامية فتجد اذ ناظرت معظمها متقاطعة احداها سبق الاخر ، وآخريات لها شكل جرحٍ متقطب خطٌ مستقيم يعارضه خيوط الضماد، وغيرهن فوق بعضهن عميقات بل ونافذات، نعم كان تعاقب تلك الضربات خارقاً لا ضلال في تصويبها، وكم هي سليطة يا صديقي يد الزمان.

لها ظلال لوحةٍ بملامح تجاعيد وجه جدي في آخر عهده ولك المجال ومديد الخيال في تصور ما تخبي في طياتها..

واستطراداً عن الموضوع لقد كان جدي من المعمرين .

 

لوحة عنوانها عمري ..

عمري الذي لم يأجل رغم هشاشة سنينه وشحها من يوماً مضى زلالاً لا حنضلاً ولا قطران، صافيا لا تشوبه غيوم لا تهزه ريح، ضاحكاً لا يشوهه نحيب، او كان على سبيل المثال جافاً لا تُمطِرَهُ دموع، ولا يوماً سلاماً ولا يوم لم تدق فيه طبول الحرب.

 

لوحة مهشمة الّا اطارها الحالك . سواد عمق المحيطات، كصور معسكر شائك وقديم مفخخاً بالالغام!

ولولاه لما تماسكت، ولولا هذا الاطار.. لسقطت سقوط ورقة بالية من شجرة صفراء ذابلة في اوج الربيع، شذوذاً عن طبيعتها خلافاً عن غيرها من الاوراق.

 

وللعلم فقط إن محافظتي على اطاري بكل تفاصيله ثابتاً كان جهاداً بكل اشكاله وانواعه لقد كان كفاحاً ضد سلطة الزمان واحواله المتقلبة وضرباته العتية المتعاقبة، لكن وبرغم كمية العذابات وغزارة الاصابات وزخم الصدمات والطعنات وبغض النظر عن المعاناة وشدة الآلام وكثرة الصيحات إلّا أنه يجدر بي ذكر فضله بما أملكه من تجارب وخبرات، نعم فليس لغير الزمان مدرسة اعتدتها وجعلت مني لذاتي التاريخ والعلوم والحساب صرت مجلداً بين كل سطر وسطراً قصصٌ وحكايات ومغامرات .

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!