(( وحش الذكاء الإصطناعى ))

قلم\ حازم وهبه 

من المواضيع التى كان لزاما” أن تستحوذ على إهتمام و إنتباه الكثيرين فى الوقت الراهن موضوع الذكاء الإصطناعى إدراكا” لأهميته و لكن ما هو الذكاء الإصطناعى ؟ يعرف العلماء الذكاء الاصطناعى أنه سلوك وخصائص ما تتحلى برامج الحاسبات تؤهلها لمحاكاه الذهن البشرى و من حيث بعض خصائصه كالإدراك و القدرة على و التعلم و الإستنتاج و القيام بردود الأفعال على مواقف جديدة لم تبرمج عليها من قبل و يعتبر العلماء هذا .التعريف بأنه جدلى حيث لا يتوفر إلى الأن تعريف محدد للذكاء البشرى خاصة” علماء النفس و الفلسفة ممن يشاركون فى علوم و أبحاث الذكاء الإصطناعى حاليا” . و يعتبر البعض أن الذكاء الإصطناعى لا يعدو أن يكون إلا فرع من فروع علوم الحاسب . و يختلف علماء الذكاء الاصطناعى أنفسهم فى تعريفهم لهذا العلم حيث أن هناك إختلافا” و جدلا” دائرا” بينهم على تعريف الذكاء بصفة عامة و الذى ما زال غامضا” فتعريف ذكاء الذهن البشرى يشوبه الكثير من الغموض وعدم الدقة إلى الأن . و كان أول من استخدم هذا المصطلح عالم الحاسب جون مكارثى عام 1956 و قد عرفه بأنه علم وهندسة صنع الألات الذكية . و القدرات الذهنية لهذا الذكاء الاصطناعى يجب أن تشمل التفكير المنطقى , المعرفة , التخطيط , التعلم , التواصل والإدراك . و للذكاء الصناعى إبداع و القدرة على الإبداع يعتبر مجالا” فرعيا” للذكاء الإصطناعى يشمل الإبداع من الوجهان النظرى ( من المنظور الفلسفى والنفسى ) والعملى على حد سواء من خلال بعض التطبيقات التى تؤدى إلى نتائج يمكن أن تعتبر إبداعية . و لكن الذكاء الاصطناعى كما هو فى مخيلة الثقافة الشعبية غير موجود حتى الأن حتى وإن أقرت بوجوده الأنظمة الذاتية والخبراء فلا يمكن للهواتف الذكية مثلا” أن تماثل أجهزة الكمبيوتر الكبيرة ولكن تسمى الهواتف الذكية نظرا” لكيفية عمل أنظمة التشغيل الخاصة بها . و قد نكون سعداءا” بالحديث عن الذكاء الإصطناعى الخاص بألعاب الكمبيوتر و ما اصطلح بتسميته بالجيمز و لكن نلاحظ أن اللاعبين يتعلمون بشكل سريع كيفية الاستفادة من قصور هذا الذكاء الإصطناعى و برمجته و عدم قدرته على التفكير الخلاق . و لكن جميعنا نتفق على وجوب أن يتحول الذكاء الاصطناعى إلى ذكاء ذو فائدة واضحة للبشرية وألا ينطوى على مخاطرة تفوق قدرة البشر فى السيطرة عليه إذ أن بالرغم من المميزات الكثيرة و الفوائد الكبيرة التى تقدمها تقنيات الذكاء الإصطناعى إلى البشرية فإن الأمر مرعبا” حين يشمل هذا ذكر إمكانية استخدام تقنيات ما فى تصنيع ألات قادرة على الحرب والقتال . فما يرعب فى الأمر هو إمكانية تطور هذا الذكاء الإصطناعى لتلك الألات بالإضافة لما ذكرناه من القدرة على الإدراك والوعى حتى تصبح لدينا شبكة سكاى نت تحاول القضاء على البشرية و إبادتها . فالخوف كل الخوف من تطور الذكاء الإصطناعى عامة” لدى هذه الروبوتات لمحاولة القضاء على البشرية بل و إبادتها نظرا” لكونها هى المتحكمة فى الأمر و فى مقدرات تلك الروبوتات و قد تدرك البشرية هذا و تحاول منعه بل و الرعب يتجسد إن أدركت تلك الربوتات قبل البشرية وجود كائنات فضائية ما حولنا و استطاعت إخفاء ذلك عن البشر و خططت فى مرحلة ما للإتصال بتلك الكائنات للسيطرة سويا” على كوكب الأرض . و قد اكتسب علم الذكاء الإصطناعى أهمية بالغة فى السنوات الأخيرة نظرا” لتطبيقاته العديدة فى مجالات حيوية كالطب , العلوم العسكرية , الاستخبارات , الحاسوب والترجمة الآلية وغيرها. وهو أحد العلوم التى نتجت عن الثورة التكنولوجية المعاصرة. ويتميز علم الذكاء الإصطناعى بأنه علم متعدد المحاور حيث يشارك فيه علماء الحاسبات , الرياضيات , الهندسة , علم النفس , علوم اللغات المختلفة , الفلسفة و أيضا” المنطق . ويهدف علم الذكاء الإصطناعى إلى فهم طبيعة ذكاء الذهن البشرى عن طريق عمل برامج للحاسبات قادرة على محاكاه سلوك الذهن البشرى الذى يتحلى بالذكاء. مما يعنى قدرة برنامج حاسب الروبوت على حل مسألة ما أو اتخاذ قرار ما فى موقف ما ( بناء على وصف لهذا الموقف ) حيث يجد البرنامج ذاته الطريقة التى يجب أن تتبع لحل تلك المسألة أو للتوصل إلى قرار ما أو ربما الرجوع إلى مختلف العمليات الإستدلالية التى غذى بها البرنامج و هو ما يعتبر نقطة تشكل أهمية قصوى تتعدى ما هو معروف باسم مختلف تقنيات المعلومات التى تتم بها العملية الإستدلالية فى الذهن البشرى وتنحصر أسباب إستخدام الحاسب نظرا” لسرعته الفائقة . ويتميز الذكاء الإصطناعى بكونه ذو قدرات خاصة أهمها التمثيل الرمزى فقد كانت هذه البرامج تتعامل مع رموز تعبر عن المعلومات المتوفرة كمثال الجو اليوم حار جدا” , السيارة خالية من الوقود , و مصطفى مثلا” بصحة جيدة , الطعام له رائحة ذكية و هو ما يشبه كثيرا” ما يجد البشر فى حياتهم اليومية . و تتعدى ذلك برامج الذكاء الإصطناعى إلى مسائل لا تتوافر لها ما يشبهها فى الحياه اليومية أو يمكن إيجادها تبعا” لخطوات منطقية محددة و يتبع هنا ما يسمى أسلوب البحث التجريبى تماما” كما يتبع الطبيب حين تشخيصه للمرض فيبدأ بطرح الأسئلة و بالتجريب حتى يتوصل للتشخيص السليم الدقيق . و إن أكبر تمثيل فى علم الذكاء الإصطناعى لشبكة عصبية إصطناعية معروفة حتى الآن تحتوي على 64 مدخلا” و ما يقارب 256 مخرجا” و خلايا عصبية فى الوسط . و نجد أنه و إن تم تطوير شبكة إصطناعية عصبية فمهما وصلت فستكون لا تشكل إلا نسبة هامشية من تعقيد والوصلات العصبية للذهن البشرى الذى يمثل أضعافها فإن معضلة التمثيل الصحيح للخلية العصبية والروابط العصبية والتفاعل فيما بينها يجعل عملية محاكاة عمل دماغ الذهن البشرى أمر شبه مستحيل فى الوقت الحالى . و مما لا شك فيه أن التقدم الكبير الذى يشهده العالم فى مختلف المجالات إنما يرجع بعض من الفضل فيه إلى أجهزة الحاسبات و ربما يكون الوقت مبكرا” للحديث عن فضل الروبوتات ولكن مما لا شك فيه أن الروبوتات تلعب دورا” متزايدا” فى مجالات عديدة فى الوقت الراهن و ينتظر لها أن تبلغ أهمية قصوى فى القريب العاجل فى مختلف المجالات كالمجال الهندسى من حيث القدرة على تخطيط و فحص مراحل التصميم وأسلوب تنفيذه . و فى المجال الطبى من حيث تشخيص الأمراض المختلفة و وضع الخطة العلاجية و الدوائية لها . و أيضا” فى المجال العسكري حيث اتخاذ القرارات السريعة وقت نشوب المعارك وتحليل الموقف وإعداد الخطط و الإشراف على تنفيذها . و فى مجال التعليم حين القيام بدور المعلم أو أدواره وإبداء الإستشارات فى مجال التعليم . وفى العديد من المجالات الأخرى على اختلافها مثل المصانع مثلا” لمراقبة عمليات الإنتاج ولتحل محل العمال فى الظروف البيئية الصعبة . وفى مجال التجارة أيضا” والأعمال لتحليل الأسواق والتنبوء ودراسة الأسعار . و العديد من المجالات و حيث أنها جميعا” تمثل أشكالا” من الذكاء الإصطناعى .

 

عن ناصر ميسر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!