إرتَحَلَتْ وحِلَّـةُ الليلِ سَمَراءُ
رَسَيْتُ عِندَ خَمَّارٍ ويَسعُرُ الدَّاءُ
بانَ في قُعُودِها قَلقُ المُغتَرِبِ
والسُحنَةُ بأحضانِ الخَجلِ عَذراءُ
والكأسُ مالتْ بالحَنينِ حِلَّتَها
لديها لِمَنْ هَامَتْ بالبعيدِ وفاء
أُراقِصُ الذِكرى وما دارَ عُنوةً
تَفَسَّخَتْ في قَعْرِ خَمرَتي الآراء
جُلَّ ما في الأمر إنْ تمطو أعِنَّتَها
كخَيلٍ نازَعَتها بالحَسرةِ الأهواء
وإنْ غَبَّتْ بما شاءَتْ بها النَفْسُ
قَضَّها عن ذاتِ رَبْعِها ذاكَ الإخفاء
ومنَارةُ إحتِسائي تَميدُ بالنَـوَسِ
وفـي المَلامـَةِ كُلُّ مَرَّةٍ إغراء
لو جَنَّ هذا العِشقُ بنا وغالى
فإنَّ مَطَامعَ الجُمُوحِ عَميـَـاء