الطيورُ الرّاحلة/ شعر : الشاعر الدنماركي برنارد سيفيرين إنجمان/ ترجمها عن الدنمركية: سليم محمد غضبان

موفّقةٌ هي رحلتُنا! سعيدةٌ هي رحلتُنا!
الآنَ هنا، ثمَّ هناك!
مُجنّحونَ نَحْنُ بالفَرَح.
فوقَ الحقولِ، و فَوْقَ المُدُن،
فوق السّهوبِ و الغاباتِ الكثيفةِ،
فوق المُرتفعاتِ و فوق الوديانِ
نتجرّأُ و نطيرُ بأجنِحةٍ خفّاقةٍ.
كلّ البلادِ أوطاننا،
في الجنوبِ و في الشّمالِ،
نسافرُ بفرحةٍ مُهللين،
مُتَّبعينَ آثارَ الأحِبَّةِ؛
ينشُرُ الرّبُّ الزّهورَ في الحقولِ،
و يُتوّجُ أشجارَ البساتينِ،
ثُمَّ يدعو جيشهُ المُجنّحَ.
نسمعُ بفرَحٍ
أصواتَ الأحِبَّةِ،
نغادِرُ الوطنَ و نَحْنُ نغنّي خافقي الأجنحةِ،
قاصدين البلادَ البعيدةَ بشَغَفٍ.
نبني أعشاشَنا
في الشِّمالِ و في الجنوبِ.
لقد استقَرَّ الرّبيعُ في مجلسَه.
فقط، هو يّخبّئهُ عنّا.
نأخذُ استراحةً من السّفرِ:
ثمَّ نطيرُ مع الربيعِ بفرحٍ،
مُوفّقةٌ رحلتُنا! سعيدةٌ رحلتُنا!
الآن هنا، ثمّ هناك!
مُجنّحونَ نَحْنُ بالفَرَح،
سعيدونَ في الذهابِ و الإيابِ!
نرحلُ عن الحُزنِ حتّى لا يستقرَّ عندنا.
نترُكُ الهدوءَ القاتلَ!
دع الإنسانَ يشكو من الجليدِ و البردِ،
يُجرجرُ نَفْسَهُ كالدّودِ
عِبرَ الأيامِ البطيئةِ،
ثُمَّ يموتُ في تُرابِ أجدادِه!
دعْ الإنسانَ يشكو
من الشّوقِ و العَوزِ!
و هو في وطنهِ، يرغبُ في الهِجرةِ؛
في المهجرِ يتوقُ لأحضانِ الأحِبَّةِ.
نحنُ لا نعرفُ الشّكوى،
و لا القهرَ الإنسانيَّ،
لا نعرفُ أيّامَ الشّتاءِ الكئيبةِ،
و لا نشعرُ بوطأةِ الزّمنِ.
فرحونَ ننتقلُ من بلدٍ لبلد
ذاهبونَ
آيبونَ؛
يُرافقنا الأخُ و الأُختُ و الصّديقُ،
لا نعاني حرقةَ الشوقِ لهم.
موفقةٌ هي رحلتُنا! سعيدةٌ هي رحلتُنا!
يا لنعيمِ الحياةِ! نطيرُ هنا، نطيرُ هناك،
نرى القريبَ و نرى البعيدَ،
مُجنّحونَ نَحْنُ بالفرَحِ.

نبذة عن الشاعر الدنمركي: Bernard Severin Ingemann 1789-1862
كان برنارد سيفيرين إنجمان مؤلف أناشيد دينية و قصص تاريخية. كان متزوجًامن الرسامة لوسي ماندكس. عمل محاضرًا في أكاديمية سُوَر أُو في اللغة و الأدب الدنمركي

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!