أميرَةٌ أنشأت مِـنْ حَرفِهـا سَكَـنَــا
حَنينُها في سُكونِ اللَّيلِ ما سَكَنَـا
في القَيْرَوانِ لَهـا عَرشٌ ومَمْلَكَـةٌ والتَّاجُ دُرٌّ نَفيسٌ قد أضـاءَ سَنَـا
لَـهــا جَبـينٌ تَجَلَّى نُورُهُ ألَقَــًا
كأنَّمـا الصُّبحُ سِحراً وَشَّحَ الوَجَنَـا
أُنْثَى تَكادُ تُضيءُ الكَوْنَ مِن وَهَجٍ
لَمْ يَحجُبِ الأُفقُ عَنِّي وَجهَها الحَسَنَا
حَسناء تَشدو تَرَانيمَ الغَرامِ أسَىً
وتَعزفُ اللَّحنَ في دُنيا المُنى شَجَنَـا
مُذْ شَفَّهـا الوَجدُ ذابَت رُوحُها شَغَفًا
فأجرَتِ الدَّمعَ مِن أحـداقِهـا حَـزَنَـا
الهَــمُّ أرهَقَـهَـا والشَّـوقُ أرَّقَـهـا
مَلهوفَةٌ لَم تَذُق أجفَانُها الوَسَنَـا
ِعَريقَةُ الأصلِ والأشعارُ مَوطِنُهـا قَصيدُها العَذبُ قد أضحى لَها وَطَنَا
مَجروحَةُ القَلبِ تَشكو من مَوَاجِعِها
مَن يَنْكئِ الجُرحَ حَتمًا يَدفَع الثَمَنَـا
أوَّاهُ من لَـوْعَـةِ حَـرَّى بشـاعِـرةٍ
قد أخفَتِ الحُبَّ في وجدانِها زَمَـنَـا
يا لَيـلُ دَعـهَـا ولا تَجرَح مَشاعِرَها
فَلَـنْ تَبوحَ بأســرارِ الهَـوى عَـلَنَـا