أَنا و شِتائِي / بقلم : اسماعيل خوشناو

شِتاءٌ
دَقَّ بِلا إِذْنٍ
بابَ مَهْزَلَتي
بَرْدٌ يَقْرُصُني
وَصَقيعٌ
يَنْشُرُ هُدُوءَ أَصَابِعي
وَقَصَّ خُطى الْمِشوارِ
الْوَقْتُ يُمازِحُني
مَشْهَدٌ و يَنْتَهي
قَد صارَ لِلْاقْتِرابِ
سُطُورٌ مِنَ الْآثارِ
لا تَقْبَلْ بِالْهَزيمَةِ
سَيُصْبِحُ الْميدانُ شاهِداً
قَدْ وُسِمْتَ بِخَتْمٍ
مِنَ الْفِرارِ
غَنيمَةُ نِزالٍ
مَعَ كُلِّ كَرَّةٍ
إِغْتِنامُ لَوْحَةٍ
أُعَلِّقُها على صَدْري
أَوْ أَضَعُها في الْجِوارِ
أَصابِعُ
تَتَكاتَفُ لِصَعْقِ الْبَرَدِ
و الْأَسْنانُ مِنَ الْقَهْرِ
تَعْزِفُ على الطَّبْلِ
والْأَوْتارِ
إِلَيكُمْ عَنّي
لا أُبالي
إِذا الْمَوْتُ غَمَّرَني
أَكُونُ شَهيداً
الشِّتاءُ
يَنْحِتُ لي بِيَدَيْهِ
تِمثالي
مِنْ زَمَنٍ
تَدُورُ على شَعْبي
قَصَائِدي
وَبَعْدَ مَوْتِي
لا يَصْرِفُونَ لِذِكْرِي
رُبْعاً مِنَ الدِّينارِ
يا شِتاءُ
لا تَتْرُكْني بَعيداً
فلا يُوجَدُ مِنْ وَفائِكَ
عِنْدَ أَغْلَبِ أَبْناءِ وَطَني
وَميضٌ مِنَ الْأَنْوارِ

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!