إعتــذار/شعر الشاعرابراهيم عواودة / بريتوريا/ جنوب افريقيا

صَمْتُـكِ الجـارحُ…كم أَرَّقنـي أَنَّنـي عُــدْتُ ولَــمْ أُبْـحِــرْ خِـلالَـهْ
لأذوقَ الـمِـلْــحَ فِـيــهِ مُوجِـعـاً وأَرى فـي دُكْـنَـةِ الـمّـوْجِ سُـؤالَـهْ
طـالمــا راقَ لـيَ الـبَـحْــرُ إذا جِئتُـهُ أَو جـاءَنـي يَشْــرَحُ حــالَـهْ
غَـيْــرَ أَنِّـي هــذهِ الـمَــرَّةَ لَـمْ أُدْرِكِ الـبَـحَّــارَ إِذْ فَـــكَّ حِـبَــالَـهْ
ومضى في لُـجَّـةِ البحرِ وقـد ضَـمَّـهُ الـلَّـيْـلُ وما أَخفـى جَلالَـهْ
شَغَلَتْني عنـه نَفْسي سـاعـةً فاعتلى الأُفْقَ، ولَـمْ أُبْصِرْ خَيَالَـهْ
وعَــلا هَـــرْجٌ ومَـــوْجٌ، ونَـمَــا طَـيْـفُ نَـصْــرٍ لَـمْ أَشَـأْ أَلَّا أَنالَـهْ
رَفْـرَفَـتْ رايـاتُــهُ فـي لُـغَـتــي وكَسَرْتُ الكَأْسَ مِـنْ بَعْدِ الثُّمالَـةْ
فَـتَـوَهَّمْـتُ الـفـروسِــيَّـةَ فــي قَـهْـرِ عينيْـكِ، ومـا كانتْ بَسـالَـةْ
بل هو الضَّعْفُ، هو الوَهْـمُ الذي يُفْقِدُ الشَّرْقِيَّ إحساسَ العدالَـةْ
صَمْتُـكِ الجـارحُ…مـا أبْلَغَـهُ صوتيَ الجارِحُ…ما أَوْهى مقالَـهْ
علَّني لو كُـنْـتُ أَصْـغَـيْـتُ لِمـا قـالَ لـي قلبُــكِ، قـدَّرْتُ انفِعــالَـهْ
وبـدا لي كلُّ، أَو بعضُ الذي سـالَ فوقَ الخَـدِّ من بَوْحِ الغزالَـةْ
علَّهُ استعصى على قلبِـكِ أَنْ يرفـعَ الصَّوتَ وقـد أَمْسَى ذُبالَـةْ
فَسَـرَى بين الـحَـنـايــا غيمـةً تزرعُ الـلَّـيْـلَ مـصـابـيـحَ مُسالَـةْ
ربَّـمــا حـاولَ أَنْ يُسْـمِـعَـنـي صرخـةً فـاقَـتْ معانيهـا احتمالَـهْ
لـيـتـنـي كـنـتُ تـأَنَّـيْـتُ، إِذَنْ ربَّـمــا كـنـتُ تَـبَـيَّـنْــتُ الـرِّسـالَـةْ
لَـمْ تَـصِـلْـنِـي حِينَهـا، لكنَّهـا وَصَـلَـتْـني الآنَ مِـنْ دونِ غُــلالَـةْ
سامحي قلباً أَتـى مـعـتــذراً واعِـداً أنْ لَنْ تَـرَيْ بَعْـدُ ارتِجـالَـهْ
أَنْ يكونَ المُرْهَفَ السَّمْعِ، وأَنْ تَسْــتَــقِـــي مِـنْــهُ نَــــداهُ ودَلالَـهْ
كَمِداً أَضحى، فهل من فُرصةٍ تُرْتَجـى، أَو بَسْــمةٍ تُصْلِـحُ بـالَـهْ

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!