البجع الأسود

 

خلفَ ستائرِ النافذة
ضوءٌ أحمر
امرأةٌ بنكهةِ الرومبا والتفاصيل
مفعمةٌ بطلاسمِ الجسدِ المُدَور
وأنا المراهقُ ذو السبعة عشر عام
صاحبُ التاريخِ في أحلامِ اليقظة
في رأسي ستون جسد
ووجهٌ واحدٌ مُتقلبُ المزاج
الأحمرُ باب
الظلُ ثقبٌ مراوغ
والستائرُ ريحٌ وأشرعة
وأنا المتقزمُ في نزفِ الليلِ والأمنيات
أبحثُ عن معجزة
تنقلني لحديث المرايا والفساتين المُترفة
الكمانُ ينغزُ الشُريان
الناياتُ سُلَمٌ مُمتدٌ الى نهاياتِ الأوردة
الخيالُ قضيةٌ جدلية
بين الضياءِ والحُلُم
النورُ معرفة
والغموضُ معرفةٌ أعمق
وحافةُ التشويشِ أحلامٌ تتدفق
“حدثٌ نادرٌ يتجاوزُ نطاقَ التوقعات”
ما أجرأ النافذة !!!
وما أخفتَ الهديل!!!
كيف لنا نحنُ القادمون من القرنِ السابعِ عَشَرَ للميلاد أن نفهمَ النافذة
وأن العالمَ بحيرة
يملؤها البجع الأسود
…………………………………


اضاءة: 1- كان الناس في اوروبا في القرن السابع عشر يعتقدون ان البجع كله ابيض لكنهم وجدوا في القرن الثامن عشر ان هناك بجع اسود في استراليا مما خالف الاعتقاد السائد ودحض نمطية التفكير ليجعله مفتوحا على الاحداث غير المتوقعة (نظرية البجع الاسود)
2- في نظرية المثل لافلاطون اعتبر ان الانسان كمن يعيش في كهف فهو لا يرى من الحقيقة وجوهر القيم الا ظلالها .

 بقلم:وصفي مسرات

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!