انا كلما فَكَّرتُ .. قُلتُ لذاتي
ماذا انا … فتجيبُني آهاتي
قَلَمُ الرصاصِ أنا كتَبْتُ و لَمْ أَخَفْ
مبراةُ رأسي …أو اخَفْ مِمحاتي
أنا كُلَّما أَنتَجتُ فِكراً كلَّما
قرُبَتْ نهايةُ رِحلَتي وحياتي
قَلَمٌ انا يخشى الطغاةُ صَراحتي
فَزُجاجُهُمْ دوماً يَخافُ حَصاتي
انا سائِحٌ فوقَ الدفاتِرِ كلّما
شاهدتُها تَبكي بلا كلِماتِ
جفَّفتُ بالافكارِ دَمْعَ سطورِها
ومَلَئتُ مِنْ دَمعِ السُطورِ دَواتي
انا رُغمَ اني لا مسدَّسَ في يدي
لكِنْ … حروفُ قصائدي طَلَقاتي
فَيخافُ مِنها كلُّ لصٍّ .. جاهِلٍ
فتصيرُ حَبْلَ مَشانقٍ لطُغاةِ
خَمسٌ و خمسونَ آنتحاراً لم أمُتْ
حتّى تبعْثَرَ في السنينِ رُفاتي
فبِكُلِّ بيتٍ لي شَهيقٌ صاِعِدٌ
وكأنَّ روحاً تسري في أبياتي
قَلَمٌ انا لكنَّ رأسيَ شامِخٌ
كالرُمحِ حين يلُوحُ في الغزواتِ
فبِهِ احارِبُ ألفَ شيخٍ كاذبٍ
مُتَلَفِّعاً بالدينِ والدعواتِ
ومُضَلِّلٍ بالعِلمِ أهلَ مدينةٍ
ومُكفِّراً في العِلمِ بالآياتِ
قلَمٌ نَحيفٌ و الجَميعُ يهابُني
ويخافُ افكاراً تَجوبُ نَواتي
قَلَمٌ انا … لا شيءَ يوقِفُ فكرتي
الّا توقُّفُ خافِقي ومَماتي