بوح المتعَبين/ شعر الشاعر العراقي  عبد السلام  المحمدي

أرواحـــنـا مســكوبــةٌ تتـوجّــعُ
وقلـوبُـنــا منكــوءةٌ لا تهـجـــــعُ
.
تتبخَّـرُ الأوقـاتُ ، فصــلٌ نازفٌ
أو عــازفٌ بصدورنــا يتـربّــــعُ
.
تسبيحُ أنفاسِ الصبـاحِ معاولٌ
والورد في كفِّ المســاءِ يُشَــيَّـعُ
.
والشـمس تُنكرُ عتمةً في ليلِهـــا
ونهارِهـا مُـذْ تـاهَ فيهـا المطــلــعُ
.
هل شوهِدَ الناطورُ في صحواتـهِ
أَمْ كأس كُرْمتِــهِ العزيـزةِ مُتْـــرَعُ
.
كـلُّ الأراجيــح التـي دارتْ بنــــا
ماتـتْ أسـىً وبظــلِّهـــا تتبرقـــعُ
.
نادتْ دراويشَ الســماء وأيقضتْ
مَنْ كان في طرق الهوى يتسـكّعُ
.
شــبعتْ من الهـمِّ الثقيلِ وغيرُهــا
من طعـم أكبـاد المهـا لا يشــــبعُ
.
رأسي كمارأس الحسين مخضّبٌ
لكننــــي بخضابــه أتشــــفَّـــــعُ
.
نصفي الى نصفـي يبثُّ وربمــا
كلّي الى ذاك الصدى لا يسـمعُ
.
فأنــا زمــان المتعبيـن وبوحُهــم
وأصولُهــم وجذورُهــم والمنبــــعُ
.
بينـي وبين اللـــه بعضُ نبـــوءةٍ
أرمي بها نجمَ الســماءِ وأرفــعُ
.
لكنّمــا صـدأ الســـنين مغالــقٌ
وحبائـلٌ يُلــوى بهنَّ الأشــجــعُ
.
مهما السـماء تكدَّرتْ لابدَّ يومـاً
تنجلي تلـك الســـماءُ وتُقشَـــعُ
.
وتميزُ عن وجـهٍ جميــلٍ أخضـرٍ
يزهــو بـه كـل الجمـال ويمــرعُ

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!