تجــــاعيدُ على وجهِ التُرابِ
فلمْ يسقطْ مع الأمطارِ مــاءُ
غُبارٌ لاحَ بالسُـحُبِ اعْتِنــاقًا
فلــــمْ يأتِ الربيعُ ولا الشِتاءُ
وهاجَرَتْ الطيــورُ بُعَيْدَ نــهرٍ
وهمسُ الليلِ أفسدهُ العُـواءُ
تَفَرَّقتِ السِّبــــــاعُ بكلِ وادٍ
زئيرُ الأُسْدِ أرهقهُ المُــــــواءُ
غُرابٌ حَلَّ يُسْمِعنا نَعيقًا
فأخْفَتْ شمسَها عنَا السَماءُ
وذئبٌ جاء يقتنصُ الليالي
فوارى بدرَهُ عَنّا المساءُ
وعادَ الزيتُ للزيتونِ باكٍ
فوا أسفا إذا حَلَّ البُكاءُ
فَقَدْ نَخَرتْ بِذاكَ الجِذْعِ سوسٌ
وحقَّ اليومَ في الجِذْعِ الرِّثاءُ
فَفُرِّقتِ الجذورُ عن التُرابِ
وعاثَ الدودُ وانتشَرَ الوَباءُ
حِكاياتٌ لجدي قد رواها
ونامَ وقَدْ تَلَحَّفهُ العراءُ
ونامتْ جدتي تُخفي حديثاً
وأنّاتٍ يُفَسِّرُها العناءُ