تناولَ لحمي، وفتَّ العظاما/ بقلم : أوس مطهر الإرياني

تناولَ لحمي،
وفتَّ العظاما
زمانٌ -من الأمسِ- عاد انتقاما
يهرولُ للخلفِ من دونِ عقلٍ
أضاعَ بعقلِ الإمامِ الأماما
يمصُّ دمي،
ويسدُّ فمي،
ثُمَّ يروي الظمي حين يصدى زؤاما
ويمنعُ عنّي
على الرغم مني
حياتي وفني، ويلغي الدراما
وينفرُ من عبق الوردِ
جهلاً بما وشوشَ العاشقونَ الخُزامى
وما أودعُ اللهُ في الوردِ إلا جمالاً
ورائحةً،
وغراما
ومَنْ عمِيَتْ روحُهُ،
أو تعامَتْ
يرى كلَّ شيءٍ جميلٍ حراما
وينظرُ للعاشقينَ ارتياباً
ويصدرُ في ما يراهُ اتّهاما
ويحكمُ فيهم بما فيهِ
شرَّاً، وسوءاً
فكيفَ لَهُ أن يُلاما؟!
* * * * * * * * *
إلامَ سيفضي الزمانُ إلاما؟
وهل يحملُ الغدُ إلا اضطراما
تُفَتِّتُني
شِدَّةٌ تلوَ أخرى
تراكمُ فوقَ الركامِ الركاما
تحطِّمُ أحلامَ أمسِ
وتلقي أمام الغدِ المُستريبِ الحطاما
يفرُّ الضياءُ..
يكرُّ الظلامُ،
وننصرُ في المرّتينِ الظلاما
وما كانَ للحُرِّ ألا يموتَ كثيراً
وألا يعافَ المقاما
تعجّبْ
تولَّتْ مئاتُ السنينِ
وما زالَ يا (نصرُ) قومي نياما

 


 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!