ثَـورة الأقـصــى /  شـعـر : سـعـيـد تــايـــه

هـذي هـيَ الـقــدسُ لا نَـثْــرٌ ولا خُطَــبُ

لا الـشـعـرُ يُـجــدي ولا الأقـوالُ يـا عَـرَبُ 
فَـاليـومَ ذي هَـبَّـةُ الأقـصى قــدِ انـدَلَعَـتْ

نَــاراً تُــذيــقُ بَـنـي صُـهـيُــونَ مَـا يَجِـــبُ
الشعــبُ ثَـــارَ على الطُّغـيَــانِ يَـدفَـعُــــهُ

حُــــبُّ الـشَّـهـــادةِ فـي الأرواحِ تَـلْـتَهِـــبُ
فِـتْـيَــانُـهُ فَـتَـيَــاتُ الـخِــدرِ ثُــرنَ عَـلـى

الأعــــداءِ لا خَــــوَرٌ كــــلاَّ وَلا رَهَــــبُ
قـامـتْ تَـذودُ عَـنِ الأقصـى وقـد لَبِسَـتْ

ثَـوبَاً مِـنَ الـفَخَارِ يُـثريـهِ الـمَجدُ والحسَبُ
يُـدافـعُــونَ عَـنِ الأقـصَــى وَحُـــرمَتِــهِ

للـذَّودِ هَــبُّـوا عَـلـى الأعــداءِ قَــد وَثَـبُـوا
لا يَصـبِـرونَ عـلـى ضَـيْـمٍ رأوا أبَــــداً

وَإنْ كَــرامَـتُـهــمْ مُـسَّــتْ فقد غَـضِـبُــــوا
شَعـبٌ أَبِـيٌّ يَـرَى في الذّوْدِ عنْ وَطَــنٍ

مِـنَ الـقَـداسَــةِ مـا تَـعـلُــو بِـــهِ الـرُّتَـــبُ
يَـمُــدُّ أجـسـادَهُ للـشَّـمــسِ يَــزرَعُـهَــا

عَـلَى الـصُّخُـورِ فَيَـندى الـزَّهْـرُ والـعُشُبُ
في كُلِّ يَـومٍ يَخُـوضُ الـشَّعـبُ مَلحَمَــةً

وفـي الـدفَـاعِ عـنِ الأقصـى وَمـا رَهِـبُـوا
شـعــبٌ تَـمَــرَّسَ بالأهــوالِ مِـنْ زَمَـنٍ

وَقـــدْ رَأيـــتُ إلـيــهِ الـغَــــارُ يَـنْـتَسِـــبُ
لا يَـسـتَـكـيــنُ عـلـى حَـــقِّ نُـقَــدِّسُــهُ

فَـكُـلُّ مَـنْ سَـكَـتُـوا عـنْ حَـقِّهِـمْ رَسَـبُـوا
أراهُ يَـصْـمُـــدُ للـعُـــدوانِ فـي شَـمَــمٍ

يَـحــدُو بِـــهِ أَمَــلٌ بـالـنَّـصْـرِ مُــرتَـقَــبُ
وَيَـبـذُلُ الـرُّوحَ فـي حُـبٍّ بِــلا مِـنَـنٍ وَلا

صُــراخَ وَلا لَـــومٌ وَلا عَــتَــبُ
شـعـبٌ يُـسَـطِّـرُ تَـاريـخـاً وَأوسِـمَـــةً

وَيَــزرعُ الـمَـجــدَ لا كَــــلٌّ وَلا تَـعَـــبُ
مُشْــرَعُ الـصَّـدرِ والإجـــرامُ مُـنْهَمِـرٌ

رَصَــاصُــهُ وَدَمُ الأحـــــرار مُـنـسَـكِــبُ
وَلَـنْ يَـلـيـنَ وَمَــا خَـارتْ عَــزائِـمُـهُ

يَـأبـى الـهَــوانَ وَلا يَحـنـيــهِ مُغـتَصِــبُ
إذا النِّداءتُ ” واقُدساهُ ” قد هُتِفَـتْ

لَـبَّـى الـنِّـــداءَ شَـبَــابٌ زاحِــفٌ لَـجِـــبُ
يَـرُدُّ كَـيْـدَ بَـني صُهـيُـونَ يَـردعُهُـمْ

وَلَـيـسَ يَـنـفَـعُ إلاَّ الـنَّـــارُ والـلَّـهَـــبُ
وَسَوفَ يَعرِفُ هـذا “اّلنَّتْنُ” معدِنَنا

أنَّـــا أُبَــــاةٌ إِلَـيْـنَــا الــبَـــذلُ يَـنـجَــــذِبُ
ولَـيْـسَ يُـجـديـهِ تَنسـيقٌ ولا خَـوَنٌ

مَـنـذُ انتِـفـاضَتِـنـا وانتَـابَـنَــا الـغَضَـبُ
وحـيـنَ يُـدرِكُ أنَّـا عَـازِمونَ عَـلَـى

إمَّـا الـشَّـهَــــادةُ أو نَـصــرٌ بِــهِ الأرَبُ
سَيَرعَـوي فَرَقَاً مِنْ شَعـبِ مَقدِسِنا

وَيَـنـزَوِي هَـرَبَـاً يَـسري بِـهِ الـعَـطَــبُ
وَلَـيـسَ يُجـدي مَعَ الأعـدا مُهادَنـةً

فالسيْفُ أجدى كَـذا الأرماحُ والقّضَـبُ
ولا حَـيَـاةَ لَـنـا إلا تَـضَــامُـنِـنَــــا فـيــهِ

الـمَـعَـــزَّةُ والإيـثَـــارُ والـغَـلَــبُ
يَـا رافِـعِـي رايـةِ الأمجادِ خـافـقَـةً غَـنَّـى

الـرُّواةُ لكـمْ وازدانـتِ الـكُـتُــبُ

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!