جَنَحَ نَسرٌ فوقَ الهِضابِ مُتهاويا
يَشُقُ الرِّيحَ وخَوضُ الأخطارِ غاويا
ساكَنَ الحُلمُ هَواجسَ طَرْقِ قَلبِهِ
فَأرخى العِنانَ قَطَعَ شوطاٍ وافيا
من تَلاطُمِ صُخورِ الأزمنةِ فِيهِ
طَيشُ حِيامِهِ بالغيمِ كان داميا
إنقَضَّى يُومِىء الأَهـوالَ جانبا
يَتَرنَّحُ في هَوَدِ الأُفولِ تَماديا
لامَسَ الطُّلولَ في القاعِ مُصَرصِرا
يَهزُّ الوديانَ في الضِّيقِ داويا
تَصدحُ له الزوايا في أَكنافِ الجِبالِ
يُمقِتُ في بُقعةِ الجَهلِ البَلاويا
لهُ عَالمٌ بانَ فـي حَدقَةِ الأعينِ
أوغلَ التَّحديقَ في القَعرِ مُتراميا
يَخلعُ علـى تَلةِ ثَكلاءَ كَوَاهِلَ
خَوافيهِ يَجولُ البِقاعَ نائيا
سَمَّرَ الأَحداقَ عَمَّا تَأتَّى وهانَ
عَليهِ من المَكارِه ما كان آتيا
جو أبي الحسِن