حَنين/ شعر الشاعر الأردني علي الفاعوري

كفــــــاكَ تظلُّ أُحجيــــةً
كفـــــاكا
وفسِّر لَـــو قليــلًا
مِن عُلاكـــا
ثمِلتُكَ فــــي البدايــــةِ
ثم تُهنــــــا
أنـــا والشّاربـــــاتُ
بِمُنتهاكــا
مَرَرتَ بمــــا تبقّى
من تُرابـــــي
فـــأنبتَ قمحَهُ لمّــــــــا رآكــا
تسلّقتَ السَّحـــابَ
كأنّ صوتًــــــا
تسَلّلَ من سَمـــاءٍ
واصْطفاكـا
وبعثرتَ الزّمـــــانَ
فصارَ أحلى
وكوثرتَ المكـانَ على هواكا
وجَمْهَرتَ الكـــــــلامَ
فقالَ وردًا
ووزعتَ الرّحيقَ
فصارَ ذاكا
وهيّــــــــأتَ المراكِبَ دونَ بحرٍ
لِصيدٍ
مــــا رميتَ لهُ شِبــاكا
كــــأنّكَ آيـــــةٌ سَقطتْ علينـــــا
وكلُّ فَـــمٍ تصَوّفَ
إذ تَـــلاكا
زرعتُكَ في الوريدِ
فُتـاتَ ضوءٍ
لتكبُرَ بينَ أضــــلاعي
ملاكا
سَلَبتَ وســـــادتي
فـــلأيِّ ليـــلٍ
ســـأشكو
حينَ تسألُني جفاكا
وكَــــم مشوار شــوقٍ
بعدَ شوقٍ
تلعثَمَ بالخُطـــى
لمّـــا مشاكا
أسَـــلتَ العينَ
لمّـــــا غبتَ عنها
ولوّعتَ المَســـا
حتى بكـاكا
مُعذَّبــــــةٌ وأنت هُنـــــا
فمــــاذا
ســأفعلُ حينمـا تُمسي
هُناكا
تركتُ فمــــي على الشُّباكِ
يغفو
لعلَّ شـــذىً ستُرسِلُهُ
لُمــاكا
تركتُ يدي
لطــــاولةِ الأمــــاني
تُلامِسُهـــا إذا مرَّت
يـــداكا
لعلَّ الشّمسَ من عينيـــكَ
تصحو
فيُشرِقُ
كاسِرًا ليلـي
ضِياكا
رجَوتُـــــكَ أن تُعيدَ إلــيَّ عُشبي
فقد يَبسَ الحنينُ
بِـــلا نَداكا
وقد جفَّ السّؤالُ
علـــى شفـاهي
وبعثرني طيورًا فـي مَداكا
وذا قلبـــي
على شــــوقٍ تشظّى
وأنكَرَ كُلَّ من مَـرّوا
عَداكا
وكَـــم قد حــــــاوَلَتْ ليلي نُجومٌ
فأهمَلَهـــا
ولَــم يُتقِن سِواكا
مَحـــا من دفترِ الأسماءِ
سَطري
وألغى كُلَّ عِطرٍ
وارتضاكا
وبــــاعَ دمي
وباعَ سَوادَ شَعري
وذاكِـرةَ الأصابِعِ
واشتراكا

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!