خرجت /شعر أحمد جمعة /مصر

 مرتديةً الأصيلَ، وقلبي
كان يذرفُ الشفق
ثم سكنْ كمُحاقٍ لجذعِ ليلٍ عتيق
يستحلبِ ضوء اسمكِ،
خروجكِ كان أشبه بفلاحٍ
تنكّر للفأس
ثم حمل البندقيةَ ذاهبًا للحرب
ها هي حقول روحي تصحّرتْ
وصار قصبُ جسدي مثقّبًا
من رصاصِ غيابكِ المقيت
عودًا بعدَ عودٍ
تمد يدها الوحدةُ اليتيمةُ في سريري
تلتّقط
لتمصَ ما يمسحُ على رأسِها
من سكّرِ المواويل
خرجتِ، ولم تُبالي لصراخِ: أُحِبُّكِ
صَمَمتِ أُذنّي : أُحِبُّكَ
لئلا تلتّفتْ، وخرجتِ كقطةٍ وديعةٍ
في غسقِ الوداع
لماذا جعلتِ صدري سطحًا عامرًا بالمواء؟!
خرجتِ،
ولا زال مذاقُ يدكِ على لسانِ قميصي
من وقتها، ساهمٌ
يحاولُ كل ليلةٍ
شنقَ نفسَه فوق مسمارٍ على الجدار
خرجتِ، ولم تجتثي جذورَ قلبي منكِ
قلبي المشتول لصدركِ
تركتِه كصبّارةٍ تراقبِ رحيلكِ، فتشيخ
لماذا خرجتِ تاركةً على منضدة الوداعِ
كتابَ فُكاهةٍ سوداء؟!
ربما لم تُحِبني،
لكنّي بكل ملحِ جراحي أُحببتكِ
خرجتِ، وتركتِ في ليلِ غيابكِ “سعدون”
يشقُ رأسي نهرًا من الوجع
كلّما ردّدَ :
” البارحة، هاچت اشواق العمر كلها البارحة[

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!