درب الهداية/ بقلم:الشاعر عبده مجلي

وما  بينَ البدايةِ  والنهايةْ
تفاصيلٌ   لأسرارِ   الحكايةْ

فللإنسانِ في الدنيا عِظاتٌ
يُشاهِدُها  اللبيبُ  بكلِّ  آيةْ

وهذا الدهرُ أستاذٌ حصيفٌ
تَفَنَّنَ في الكتابة والقِرايةْ

هيَ الدنيا متاعٌ سوف يفنى
وما للخُلْدِ  فيها من  ولايةْ

يُعاني الحُرُّ  فيها  كل  هَمٍّ
ويحظى النذلُ فيها بالرعايةْ

تصاريفُ الزمانِ تدورُ دوماً
ونجهلُ فهْمها رغمَ  الدرايةْ

فَدَعْ دربَ الضلالةِ يا صديقي
فَدَيْتُكَ والْتَمِسْ دربَ الهدايةْ

وصاحِبْ كل ذي رأيٍ سَديدٍ
ولا تَصْحَبْ أَخِلَّاءَ   الغوايةْ

حياةٌ سوفَ نحياها ونمضي
ويوم البعثِ سَرْدٌ للروايةْ

سَتُرْدينا سِهامُ الموتِ حتماً
فليسَ الموتُ يُخطيءُ في الرمايةْ

فَلُذْ باللهِ واسألْ منهُ عفواً
فمن يسألْهُ يظفر بالحمايةْ

ودَعْكَ من الذنوبِ فكل ذنبٍ
جناهُ المرءُ  يهتكُ بالوقايةْ

فكم داءٍ عَصِيٍّ لا يُداوى
وبعضُ الدّاءِ يَبرأُ بالكوايةْ

تَحَرَّ الصدقَ في قولٍ وفِعْلٍ
ولا تعملْ على نشرِ  الوشايةْ

وثابرْ واْجتهدْ يا صاح واْسْعَ
لفعلِ الخيرِ تؤجر بالسعايةْ

كنوزُ الأرضِ لن تُغنيكَ فاْقنعْ
بِرزقِ   اللهِ  تشعر   بالكفايةْ

متاعُ  العُمرِ  يا  هذا   قليلٌ
وفي الجناتِ تكمنُ كل غايةْ

فلن يبقى سوى ما فيهِ نَفْعٌ
وأمَّا   الغَثُّ  يذهبُ  للنفايةْ

وإنْ حانَ الرحيلُ وقابَ قوْساً
تَشَبَّثْ بالتُّقى حتى النهايةْ

كتبتُ النُصْحَ في قوْلٍ لطيفٍ
ولم أحملْ على شخصٍ عَصايَهْ

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!