رِسَالة إلى عَنْتَرَةَ العبسيّ ..

 

فَلْيَسْقُطْ فِيْ الإبْرِيْقِ الجُرْذ

وَلْيَشْرَبْ مِنْ وَجَعِيْ مَاء

ما زالَ الليْلُ يُحَاصِرُنِي

وَأُتَابِعُ كُلَّ زُنَاةَ الليْل

يَرِدُوْنَ حِيَاضَكِ يا عَبْلَى

وأتابِعُ شِعْرَ القَصِّ وَقَصَّ الشِّعْرِ

وَ رَمْيَ الجَمَرَاتِ على عَبلى

وَأَصِيْحُ بِعَنْتَرَةَ العَبْسِي

يا عَنْتَرْ ..

أيْنَ صَهِيْلُك ؟ أيْنَ صَلِيْلُكَ ؟

أيْنَ الرّفْضُ السّاكِنُ قِنْدِيلِكَ

يا عَنتَر؟؟؟؟

عَبْلَى الجُرْحُ النّازِفُ مِنْ

خَاصِرِتك

عبلى الهَمُّ السَّاكِنُ ذَاكِرَتكْ

صَلَبُوها فَوْقَ رِمَاحِ الليْلِ

صَلَبُوها فَوْقَ سِنَانِ الفِتْنَةِ

يا عَنْتَر

طَرَحُوْها أَرْضًا حُبْلى

بالأوْهَامِ

طَعَنُوْها كَيْ لا يَلِدُوا مِثْلَكْ ..

ذِكْرَى فِيْ وَجْهِ المَوْتِ

وَدَالِيَةٌ

عَيْنٌ فِيْ وَجْهِ عُرُوْبَتِنا العَمْيا

نَافِذَةٌ ..

وَشِرَاعٌ

يَا عنتر

يا بْنَ الآلامِ العربيّةِ

يا ثَوْرَةَ كلِّ جِياعِ الأَرْضْ

يا وجعَ الجَلادِ

ويا صرخةَ كلّ ضحيةْ

يا عَنْتَر، يا عَنْتَرْ

يا (إسبارتا) العَرَبِ الأَوّل

قَمَرٌ فِيْ لَيْلِ عُرُوْبَتِنا المُظْلِمِ

وَعُبَابْ

وَعُبَابٌ يُغْرِقُ ألْوَاحَ الذّلّ

النَّخِرَةْ

يا عَنْتَرْ ..

يا عَنْتَرْ ..

نَدْعُوكَ بِطُهْرِكَ

وقَدَاسَةِ هَذَا الليْلْ

نَدْعُوْكَ بِحَقّ رَغِيْفِ الخُبْز

وَبِحَقّ الدّاحِسِ والغَبْرَاء

وَبِحَقّ مَيَادِيْنِ التّحْرِيْرِ

بِأَنْ تَحْضُر

أَبْرَهَةُ الأشْرَمُ قَدْ عَاد

وَلَهُ عَقْلٌ وَلَهُ مِعْصَم..

لا تَتْرُكْهُ يَمُدُّ يَدَيْهِ لِثَدْيَيْهَا

لا تَتْرُكْهُ يَمُدُّ يَدَيْه

عَبْلَى قِبْلَتُكَ الأُوْلَى يَا عَنْتَر..

يا قِبْلَةَ كُلِّ جِياعِ الأرضِ

يا وجعَ الجلادِ، و يا صَرْخَةَ

كُلِّ ضَحِيّةْ

يا عَنْتَر يا عَنْتَر..

(أشْكُوْلُ) هُنَاكَ يُنَادِيْنِي ..

شَاوَر

(أشْكُوْلُ ) هناك يُنَادِيْنِي ..

شَاوَر

وابْنُ القَحْبَةِ بِنْيامِيْنَ

يُنَادِيْنِي كِرْزَايْ

وأَصِيْحُ بِوَجْهِكَ يا عنتر

وأصِيْحُ بِوَجْهِ الرّيْحِ

أنا عنتر، أنا عنتر ، أنا عنتر

والصَوْتُ جَرِيْحٌ

الصَوْتُ جَرِيْحٌ

يا عَنْتَر

خَذَلَتْنِيْ النّكْبَةُ والنّكْبَة

خَذَلَتْنِيْ النّكْسَةُ والنّكْسُة

أَسَرَتْنِيْ اللقْمَةُ يا عَنْتَر

تَبًا لِلْقَمْحِ

تَبًا لِلزّيْتِ

تَبًا لِلزّيْتِ وللزّعْتَر

تَبًا لِسُيُوْفٍ صَدِئَة

تَبًا لِلْكَذِبِ المَرْسُوْمِ عَلَى

خَارِطَةِ الأعراب..

يا عَنْتَر يا عَنْتَر

أَدْعُوْكَ بِعِزّك

وأَصِيْخُ بِسَيْفِكَ

أَشْكُوْلُ يُرَاوِدُنِي ذَاتَ مَسَاء

كالليْلِ سَجَى … كالبُوْمِ أَتَى

أَدْخَلَنِيْ نَفَقَ التّارِيْخِ المُظْلِمِ

أَجْبَرَنِيْ أَنْ أَحْفَظَ تَارِيْخًا

مَسْخًا

وَحَفِظْتُ التّارِيْخَ

وَعَرَفْتُ الآن

مَنْ سَرَقَ تَصَامِيْمَ الأهْرَام

وَلِمَاذَا أَرْضُ المِيْعَاد

هَتَكَ الأعْرَابُ بَكَارَتَها غَصْبًا

و لماذا يَطْعَنُ مَحْمُوْدٌ غَدْرًا

أَشْكُوْلًا

فِيْ اللُدِّ وَحَيْفا

في الجُولانِ وَصَبْرَا وَشَاتِيْلا

وَأُصَفّقُ غَصْبًا عَنّيْ

للتّارِيْخِ العَرَبِيْ ولِلْأَسْماء

كَرْزَايُ أَنَا

وَأَخِيْ شَاوَر

فرعون أَنَا

وأخي هامان

وأصِيْخُ بِسَيْفِكَ يَا عَنْتَر

وأصِيْخُ بِسَيْفِكَ يا عَنْتَر..

مَزّقْ أَوْرَاقَ العَارِ العربي

مَزّقْ أوراق العَار

مزّق .. مزّق

مَزّقْ ..مَزّقْ.. مَزّقْ

واصْنَعْ لِيْ قَمَرًا حُرًا وَحِصَان

واصْنَعْ لِيْ قَمَرًا حُرًا وَحِصَان

بقلم : طالب الفراية

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

4 تعليقات

  1. بوركت أياديكم كلّ الحب والتقدير …شكراأستاذ محمد

    • محمد صوالحة

      الشكر الجزيل والامتنان الوافر لكم استاذ طالب ولدعمكم ومساندتك لافاقنا الحرة

  2. قصيدة رائعة. ينشد فيها الشاعر للبطل المنشود. وهو ما افتقد في الواقع. سلمت اياديكم

اترك رداً على طالب الفراية إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!