زورقُ الأحْلَامِ/ بقلم: محمد الجعمي (اليمن)

يُهَادِنُ الصَّبرَ أمْ يَسْتَعْذِبُ الأمَلَا
وزورقُ الّليلِ بالأحْلَامِ قَدْ رَحَلَا

يَبُثُّ للهِ ما يلقاهُ مِنْ شَظَفٍ
لغيرِ مَولاهُ لا صَلَّى ولا ابْتَهَلَا

يُسَائِلُ النَّجْمَ هَل في الأرضِ مِنْ وَطَنٍ
لِمُدلِجٍ ضَيَّعَتْ أقدَامُهُ السُّبُلَا

كَأَنَّ ” شمسانَ” قَدْ أَرْخَى عِمامَتَهُ
يقولُ: ليتَ الشَّبَابَ الغَضَّ ما ارتَحَلَا

ولَيْتَ ليلَ “الطويلةِ” لمْ يَغِبْ أبَدًا
والفلُّ في” الدَّارِ والفيحاء” ما ذَبُلَاَ

يَرفُّ طَيفُ “المُعَلَّا” والحَمامُ على
شَواطِئِ الحُبِّ كَمْ غَنَّى وَكَمْ هَدَلَا

نوارسُ البحرِ يا”ليلى” تَمُرُّ بِنَا
على الشَّبَابِيكِ كَمْ سَالَ النَّدى وَشَلَا

وفي “غديرِ البريقا” كُلَّما هَتَفتْ
بالحبِّ ترنيمةٌ؛ أَذْكَى الشَّذَا الأمَلَا

كطيفِ أيَّامِ أنْسٍ غِبنَ مِنْ زَمَنٍ
والسُّعدُ كَمْ بالمُنَى في حُضنِهَا رَفَلَا

مرَّتْ كَسِرْبِ غَمَامٍ بِالحَنِينِ سَرَى
لكنَّهُ في شِعَابِ الرُّوحِ مَا هَطَلَا

لو كانَ للوصلِ يا ليلاي مِنْ سَفَرٍ
ما اِخْتَرْتُ يا ” عَدْنُ”
“عَنكُم في الهَوَى بَدَلَا”

لكنَّهَا هَكَذَا الأقدارُ سَيدَتِي
كَمْ ظَاعِنٍ في دُرُوبِ الحُبِّ مَا وَصَلَا

رَفَّ العَبِيرُ بقلبي آهِ كَمْ عَبَقَتْ
حَدَائِقُ الوَردِ وانْسَابَ المَدَى ثَمِلَا

رَنَتْ إليَّ بِطَرفٍ فَاتِرٍ وَمَضَتْ
كأنَّهَا طَيفُ حُلمٍ عابرٍ رَحَلَا

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!