زورق السر / شعر عدنان العمري

يا زورق السر
الراسي بالقلب
سافرْ آبنوسًا
واسأل عن الوارفين
يموتون كي يصيروا نوافذًا….
واسأل النوافذَ
الـ تُشرَعُ للريح
وترفض أن لا تعشق
غير المطلق
اسألها عن عارفةٍ
تحت شِباكِ التكهن
تجرني لثدي الحكاية
مأهولًا بـ انذهالي …
يا زورق السر
هذا صوتي يضارعُ .. يضارعْ
ويرجع مثل الريح
صافرًا ممزقًا
وهذا أنا
رجلٌ رام النزوح
عن دساتيرِ القبائل
عاد من منتصف الجرح
بالجفن المدمى
عاد تفاجئه بالحزِّ
شهوة المعاول …
هذا أنا
و لكم خذلتني كنانة الوضوح
كلما نزحت مني إليّ…
و يا شهرزاد
أني الـ تهت باحثًا عني
في الحكاوي
ولا حكاية دلت عليَّ
ولكأني يا شهرزادي
كما أضرحةِ الجواري
حين يلف الشاهدات عشب المكان…
ياشهرزاد جربتُ
أن أحاذي ظلي
وكما الهاجع في ذاتي لذاتي
ابتدعتُ دلالةَ العابر
من عزلةٍ مؤثثةٍ بقصائد إيلوار
إلى ليلٍ يجيء
من مواويل الأندلس
والحزن يستنزفني
على مدخل الحكاية
ولكأن الفصول فيه دولابًا
يعرجُ على على صدري ….
…..
أنا يا شهرزاد
لم أحدسْ إندلاقك فيَّ
فخذني في ذؤابة العبير
تهدجًا أخير …
أو خذيني
في انكساراتِ الضياء على الضياء
لونًا يثور على النفير …
وخذيك بدبيب الحالمات
مراودةً فوضاك
تماما مثل امرأة تراودُ العرف الغجري
عن شهوة الرحيل ..
وخذيك صبية ضالعة باللون
تقرأ لوحة تجريدية
-سنديانة أعيـاها العلو
فهدها اليباس لتصير شراع النافذة-
في وجهي …
وأخرى سريالية
-بيت فارغ
يحبو على اربعة أطراف
ويجر صورة العائلة وقلبي-
في صوتي …
ثم تخبرني عن فولتير
شاعر يندس في أول الليل
ويـهجع عند أخر كأس
في حضن العنب …
ياشهرزاد
الهوى مَسبيٌ في بلادنا
يلاحق الفرار
والفرار مثل لعنة تلعنهْ.
والمخذولون مثله تمامًا
لهم نداءٌ بالقلب
يكاد مئذنة
تصيح ألا حي على الفلاح
والفلاح بدين العاشقين
عندما يمامة الغدران
تهدل خلف القافلة
ويرجع سندباد الغياب
وحيثها يحط راحله…
هذا اختلاج من بالبحر غارقٌ
يا شهرزاد
و يسأل عن أخر من ضمّ قبل الموت
عنق السارية …
يا سارية البحر …. البحر ..
أزرقًا ماكرًا ينفضُ عبءَ الوحدة
عن نشيد البحارين
أو عن غرغرة الغرقان
في عوسجٍ يميد
في قيافة الخاصرةْ..
يا شهرزاد
إني حين لون الزمردِ
من خديك
في مدخل القلب يتنحنح
أروم لو أني أُزهي كاللون الكاريبي
على رصيف صدرك
أو أني الندبة الخضراء
الـ تشرح الوطن الجريح
و من ضلعك نافرةْ…
أنا يا شهرزاد
أخبُّ في فصاحة اللون.. أخبّْ
و أخبُّ في امتدادِ الوقت
بين سلاطين تكاياك و الحاشيةْ…..
وأنا السائل عن ما سال
من معناكِ وكوثره
و عن أقباط قلبي
حين تناهيتِ كـ مارية لردن النبي..
يا شهرزاد
كم لبثتُ ظلَّك
كي أرتويك مُشعشِعةً
واشهد على اللمى
كيف آل العنب في شهدها انتشى
وأنا يا شهرزاد
الـ كنتُ أحْتسبُك
ذاهبةً في ليلي
كما ليلى الحكايا
قمرًا مُسترسلاً
يلبسُ لون البَحْر
حيثُ العمق الداكن
و أعبرك مثل زورق السر
الراسي بالقلب …..

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!