سَوْرَةُ ريحٍ عاشِقَةْ / بقلم : منير بلقاسم

 

* * * * * *

لِهذا المَساءِ المُرْبَكِ بِدَواوير الهَواءْ وجُنونِ الرّيحْ ،

لِتِلْكَ الأحلامِ النّاعِسة في غَياهِبي وحَنينٍ سَبَقْ !

لِحُبٍّ طاعِنٍ في الهروبْ ووَصْلٍ شَحيحِ النّضارَةْ :

إنّي أسمع صَهيلَ أشواقك لكنّ غُرورَكِ قَيْصَر،

أُشاطِرُ الرّيحَ هَفيفًا وذكرى ويرميني جناحُ المساء

بِباقَةٍ من شَجَنْ !

تَهْتِفُ الأرجاءْ تُطاعِنُني الأجْواءْ ويُسْدِلُ الشّوْقُ

عَلَيَّ من بَناتِهِ دِثارًا : هَزّةَ مَيْلٍ وآرْتِعادَ فَرائِصْ !

* * * * * *

أيُّها المَوْجُ السّاكِنُ فِيَّ بَلْسَمًا ضِدَّ الغَيْبَةِ والنّسيانْ

أيّتُها الوردةُ المُضَمَّخَةُ بين الرّوح وفَلَتاتِ الَبَيانْ :

مِهادُ قلبي التي آوَتْكِ تَمَعْطَفَتْكِ أَمْ خزائِنُ سُلَيْمانْ !

حُضْنٌ لَكِ من آنسيابية زمني ، ووارِفٌ من عِناقْ !

لأنّه لا يُمْكِنُني أن أُفَرِّقَ بين سُمْرَتِكِ ونَضارَةِ البرتقال

لأنّكِ من وَدائِعِ الله ، فكيف أجْرُؤُ أن أكونَ جَحودًا

أو نَذْلَ ذِئْبٍ وضيعٍ عنصُريّ !

تقول الريح للأشجار كأنّني أقولُ ما أقول لَكْ ، ويشْهَدُ

الضَّوْءُ عن قُرْبَى وعَظيمِ آئْتِلافْ بين عَيْنَيَّ وخَفْقَةٍ

من غِيابِكْ !

* * * * * *

وحين آوَتِ الشّمس إلى مَعينِ الشَّفَقْ هل كان إلّا قلبي

الذي في آنتظارِكْ ، وإلّا خيْمَة روحي : ظِلًّا لَكِ من

شِقٍّ لِشِقّْ !

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!