شمألاتُ جَنوبيّ شعر: الشاعر صيام المواجدة

نَصِيبي إذْ نَصِبْتُ لَكُــــــــمْ مُصِيبي
…….. فَرُحْتُ أُريـــــحُ في الزَّمَنْ الشَّصِيبِ

وَما بي عِلَّـــــــــةٌ إلَّا التَّنــــــــــائي
…….. وَمــــــا لي غَيرُ وَصْلكِ مِنْ طَبِيبِ

مَــــــــآلُ الصَّبِّ بَعْـــدَ البُعْـــــدِ آلٌ
…….. ومــــاءُ ســِـــــــــواكِ أقربُ للشَّريبِ

على ظَمــــأٍ بــإربــــدَ حطَّ رَحْلي
…….. أُرَوِّي خَلَّـــــــــــــةَ الأمْسِ القَريبِ

إذا ابْتَسَمَتْ أراهــــــــــا أشْرَقَتْ لي
…….. ولَـــــــــــو كانتْ مَواقِيتَ الغُروبِ

فأشفي مِنْ عَلائِلِهــــــا شِغـــــــافي
…….. وأشْفَعُ في شَمائِلِهـــــــــــــا جَنُوبي

سَقاهـــــــــــا الله أيَّامًــــــا تَراءَتْ
…….. بِرغْم النَّــــــــــــــأي والحِلِّ العَزيبِ

كأنِّي ابنٌ لِحُورانَ اغْتَذاهــــــــــــا
…….. تَعَلَّلَ مِنْ نَـــــــــدَى الكَفِّ الخَصيبِ

إذا رَضِيَتْ تُســـــــاقي العَذْبَ وِرداً
…….. وإنْ تَغْضَبْ تُـــــــــؤدِّمْ بالصَّريبِ

تُنــادِمُني الظِّبــــــــاءُ بها حُروفًـــــا
…….. وَفيهــــــا الشِّعر أسْفَرَ عَنْ شَـــبُوبِ

وأذكَتْ فِيَّ سِرَّاً كـــــــــــادَ يَخْبُو
…….. نَسائِمُهـــــــــــــــــا إذ انْبَعَثَتْ بِطِيبِ

أُناغِمُ طَيْرَهــــا المِطْرابَ شَـــــــدْواً
…….. وكَـــــمْ راقَصْتُ مِنْ غُصْنٍ رَطيبِ

وفي اليَرمـــــــوكِ تَذكُرُني ورودٌ
…….. هَمَسْتُ لَهــــــــــا بِفاتِنَــــــــةٍ نَسِيبي

فَكَـــــــمْ أودَعْتُهــــا بَعْضي رَحِيقًـــا
…….. تُرَتِّلُـــــــــــــهُ بِأعْطــــــافِ الحَبيبِ

وكَــــــــــــمْ كانَتْ مَلاذَاتٍ لِصَبٍّ
…….. وكَـــــمْ وارَتْـــهُ مِنْ عَينِ الرَّقيبِ

وكَمْ في ظِلِّهــــــــــــــا سِبٌّ تَراخى
…….. فَــتُــغْريكَ النُّسـَــــــــــيْمَـةُ بِالسَّبيبِ

ويــــأ سِــرُني الحريرُ إذا تَـداعى
…….. لرئمٍ في ذُؤابَتِــــــــــــــــهِ مُذيبي

تَدانى بي الخيـــــــــالُ فَخِلْتُ قُرْبًـــا
…….. تَداني الأفْـــــــقِ مِنْ شَمْسِ المغِيبِ

فإمَّـــــــــــــا أسْفَرَت في الَّليلِ ولَّى
…….. ظلامٌ كــــــــــانَ يُومِئُ بِالقُطُـــــوبِ

إذا نصَّتْهُ ذكرى في خَيـــــــــــــالي
…….. يَغُصُّ القَلبُ بالدَّمْــــــع السَّكُــــــوبِ

وإنْ هَبَّتْ رياحُكِ مِنْ شِمـــــــــــالٍ
…….. أُسائِلُ عَنْكِ خافِقَــــــةَ الهَبــــــــــوبِ

جَنـــــــــــــوبيٌّ يُشَمْئِلُ بي حَنيني
…….. وإربِدُ قِبْلَــــــــــــــةُ القَلْبِ الجَنوبي

ألا ليتَ الزَّمــــــــــانُ بها وُقــــوفًا
…….. عليَّ ولــــــم يُعــــــــــــــاجِلْني مَشيبي

حَنــــــــــانَكِ رَغْـــمَ خَمسينَ اسْتَقَلَّتْ
…….. أراني فِيــــــــــــــكِ كالشَّبِّ الرَّغِيبِ

على أنِّي شَمُــــــوصٌ في انْقِيـــادي
…….. إليـــــــــــكِ أكــــونُ كالخَيلِ الجَنِيبِ

غَبَطْتُ بإربِــــــــــــــــدَ الأهلينَ لكنْ
…….. رَضِيتُ مِنَ المقَــــــــدَّرِ بالنَّصيبِ

وقد يَدْنو إليكَ البُعْدُ شَـــــــــــــــــوقًا
…….. ويَنْـــــأى الهَجْرُ بالخِـــــــــلِّ النَّسِيبِ

وكمْ كَلٍّ أتـــــاهُ الرِّزْقُ سَعْيًـــــــــــا
…….. ويُسْفي العَيْــــشُ بالفَطِـــــنِ الأريبِ

وَيَظْفَرُ بالطَّريـــــــــــدَةِ ذو رُعـــاشٍ
…….. وَتُخْطِئُ رَمْيَةُ الحَــــــــذِقِ المصِيبِ

سَـــأبقى مــــــــا حَيِيتُ رَهِينَ شوقٍ
…….. لإربدَ رَبَّةِ الصَّـــــــــــــــدرِ الرَّحيبِ

وَتَبْقِينَ الكِتـــــــــــــــــــابَ لِكُلِّ بِدْعٍ
…….. وَمَدَّ العِطْرِ في قَلَـــــــــــــم الأديبِ

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!