شهقةُ الماء / شعر : مصطفى الحاج حسين . إسطنبول

 

كانَ يناديني

وكنتُ أبثّهُ اشتعالي

وأرسمُ لهُ خرائطَ بوحي

يهفو إلى خلايا أوجاعي

وأنا أجرُّ انسيابي نحوهُ

كأنَّ ضحكته سراب

وأصابعه سلسبيلُ الرّماد

غامت دمعتي عندَ راحتيهِ

ورحتُ أتنشّقُ ظلّه

فكم توغّلتُ في ثنايا صمتهِ

وصوته يمطرُ في قلبي

نارٌ من زلالٍ

وموسيقى من لظى

أنا أبصرُ فيهِ أشرعةَ المدى

موزّعة على هسيسِ موجهِ

يطفئُ بكائي العضال

يرتّقُ بحور حنيني التّائهة

سأضمُّ موتي إلى آفاقِ وردهِ

وأتسرَّبُ إلى جمرِ آهاتهِ الثّملى

أتلبّسُ أشرعةَ دروبه الشّاردة

وفي كلِّ غيابٍ يناديني

لأطلّ على شمسهِ اليابسة

أشعلها برعشةِ قبلتي الخائفة

واختطفُ منّي ينابيعَ عشقي

أُهرِّبُ إليهِ جحافلا من فضائي

وأُزوّدُ قامته بفتيل نبضي

سأنثرُ فوقَ شهقتهِ

خمور رحابي

وأُطوّقُ عنقه بحشرجةِ عطشي

أشربُ من بئرِ زوغانه

وأنجو .

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!