صائدُ السّمكِ النرويجي/ للشاعر الدنمركي : كلاوس فريمان ( Claus Frimann) \ ترجمة : سليم محمد غضبان

كم يُعاني صائدُ السّمكِ ذاك.
عليه النهوض مبكّرًا قبل صياح الديك.
يتعرض لطرطشة الماء البارد طوال النهار.
لا يفكر في العودة الى البيت قبل غياب الشمس.
يرتدي كنزاتٍ رطبة،
يتغلغلُ ندف الثلج الى عينيه.
و تجلسون أنتم بثياب الخِزّ و الحرير!
فلديكم شيءٌ آخر لتفعلونه.

على أية حال،
قريبًا ينتهي النهارُ و يسهلُ كلّ شيء.
عندما يُسحبُ خيط الصنّارة الطويل،
و لا تستريحُ السكّينُ من العمل
فوق لوح الطعام الخشبي،
و تتراقصُ السمكةُ تابعةً الخيط،
عندها يُمْكِنُ للفقير أن يوفّر،
كي يستدفئ،
صندوق الطعام لا يعرف الأمعاء الخاوية،
و لا يستمع لصراخها.

لدى صائد السمك الآن
الكثير ليفكر فيه.
ربما عليه الآن التحدث مع نفسه:
هذا العام سيردعني الملك.
هذا العام لن أستطيع الذهاب الى النهر،
ليس لأنه خطِر،
بل عليّ أن…
هذا العام، سوف يحجزُ مأمور الضرائبِ على طنجرتي.

زوجته الطّيبة في الأعلى تنظرُ للخارج؛
إنها تعاني أيضًا، فالصالةُ باردةٌ،
في الرّكن تضعُ منوالها.
في المساء، تشتعلُ نار الخوف.
تعِبًا من الشاطئ يصلُ الزوج،
يدخلُ البيت،
يخلعُ عنه ثلاثَ كنزاتٍ رطِبة،
واحدةً تِلوَ الأُخرى،
و يُلقيها بعيدًا.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!