أغرّكم بي أني بكم دنفُ؟
أمَا رحمتم من مسّه التلفُ؟!
أمَا سمعتم أنّاته خرقت
جوف الليالي والحزن منتصفُ
أما رضيتم؟! وفي الرضا شُغُلي
بحق وجهٍ له الهوى الكلفُ
أوقفتموني في الباب أطرقه
عتمٌ أمامي ومدمعي وكفُ
من ألف نزفٍ مازلتُ أقرعه
سيلٌ عذابي فوق الذي أصفُ!
لم يقوَ دفعا للباب طائِلُه
لم أقوَ تركا وقاربي الصُحفُ
يالاغترابي! كالورد جرّحه
قطفٌ فرميٌ من بعدِ ما قطفوا
ماذا جنيتم؟ من مهجةٍ نزفت
هل في شقائي ولوعتي هدفُ
مااخترتُ يوما ظلمي ولا صلفي
بأيّ جُرْمٍ خلوك وانصرفوا!!؟
عن أيّ ذنبٍ مطنّبٍ أشِرٍ
قلبي المعنى بجمرهم قذفوا
كنّا حروفا نشوى مبعثرة
صرنا صراخا في حلقنا يقفُ!!
جئنا إليها بأمرِ فاطرها
أقبلتُ طوعا للنور أغترفُ
حبا ووعيا والقلبُ أشهَده
: عليَّ حقٌ لا هزلَ لا صدفُ
يراه عقلي مستوقدا شُعَلي
لكنَّ عمري لحيرتي ألِفُ
ماضرَّ غيثٌ لا مثله سُحبٌ
ولا ضياءٌ للقلب ينكشفُ؟!
قلبي سقيمٌ مولّهٌ دَنفُ
مازال يهذي بالباب يرتجفُ