عندما هاجر الغجر/بقلم : فوزية أحمد الفيلالي

تحررت مناديل الزمان
من أيادي سوداء مجروحة
بأسياط الحجر المنقوع
بدم أراضي مهجورة
تحت حزام الشمس
خط استواء شطر نصفها
تحت ظل الهواء
والثاني تعتريه عاصفة البطش
وتلك السمراء من بلدي
بيدها عسف نخل
وشامة بين الكتف والظهر
وهناك على الأفق خيال
يتراءى لي من بعيد
يعاكس عيوني المظلمة
بشير إلي بمناديل من ورق
يخبرني بهزة رأس أن الوطن وطن
وأن التراب ليس للغجر
واللقالق المستوردة هدمت أعشاش
الخنافس ليلا بعصي النكران
الماء لم يعد عذبا
اختلط بريق شفاه النساء
وكأس نبيذ سادة بأحذية سوداء
خرجت بسرعة طوفان
ولهفة ابتلاع النار للحطب في الهشيم
قلت مفتوحة الثغر
فارغة العينين بلا أهداب
أو أشم رائحة التراب البيولوجي
أليس هناك رائحة الاستعمار
ونتون موتى تسونامي
لقد هاجر الغجر
نفضوا الغبار
لكنهم نسوا أقلامهم هاهنا
بباب المدارس المغلقة
وبين أغلفة المدائن
في متاجر أزياء غريبة
ونصف أجساد عارية التقاليد
نعم هاجر الأجساد
لم نحن أيضا لا نهاجر بعيدا
نبحث عن أدمغة بقوالب فولاذية
وسواعد على حائط فرسان
نعم هاجر الغجر أيتها العربية
عودي إليّ ،فأنا لازلت أنتظر الانبلاج
في ساحة الحرية
في حضني بنيت لك صرحا
من ياسمين وعش عصافير قرمزية
وقشتة بلبن وزبادي يمنية
سأروي لك قصص حب البراري
بل سنعيشها على السواء
على كتفي أطرز لك وسادة
بكل ألوان العصافير سأشدو
وأغني لك سمفونية بتهوفن
وأقول…ما أحلاك يا زين!

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!