فأوله كأسُ النعيمِ وآخره/شعر :ريم سليمان الخش

تُغادرك الأنوار حين تُغادره

وترتدّ إنْ رُدّت عليك محاجره

وتبدو عشيّات الوصال بعيدةً

فتشتاق لو تهفو عليك بشائره!

وتقسمُ لو عادت ستلقاه طائعا

فلستَ بذي نأيٍ إلى اللهو هاجره

وتشتاق كم تشتاق كفّيه رحمةً

وأنت بمرأى من ضلالٍ تُعاقره

عجيبٌ: تودّ الخيرَ والشرُّ دونه

وظنك أنّ الحبّ (مادامَ) غافرُه

أما تستحي والنور يهمي تحببا

وقد طلّ أن تلتاعَ منك سرائره!!

أتدفعك الملهاة عنه وأنت من

تمنّى هناء الوصل والبرّ زائره

فدعْ عنك ما يُغري النفوس تشهّيا

وما يجعل الأنوارَ كشفا تُحاذره

وأقبل على الضيف الكريم مهللا

وإياك: لاتجنح وأنت تباشره!

فما ضيفك القدسيّ يقفو موائدا

ولا في ملاهي الليل أنت مسامره

أتاك بما يسقي النديمَ إذا دنا

فأوله كأسُ النعيمِ وآخره

فعبئ دنان الروح منه لذاذة

وأقبل كما الزهاد إمّا تبادره

يقينا بأنّ الضيف أطهرُ من أتى

تُشدّ على تقوى القلوب أواصره

فيا زائرا عرّج رحيما مباركا

بحضنك قرآنٌ عظيمٌ نذاكره

 

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!