في واحات محمولِ / شعر :ريم سليمان الخش

لا تحشر النفس بين القالِ والقيلِ

إنّ الشياطينَ تجثو في التفاصيلِ

إترك عزيمتها للسبق جاهزة

فلست تنجو على لهوٍ وتعطيل

ولّت عصور التقى فالعصر مهزلة

ونحن مسرحه: جيل المهازيل

مواقع اللغو في المحمول مشرعة

حتى تضيعَ سدى في القال والقيل

حتى تظلّ كمصلوبٍ لشاشته

يصيد مثلك أسراب المهابيل

حتى يُصيّر أجيالا بلا هدفٍ

أسرى التمتع قطعان التنابيل

حمى المسرة لاجهدٌ ولاأثرٌ

إلا التفتلَ في واحات محمولِ

كفاك في عصرنا الموبوء شيطنةً

بجعبة الوقت آلافُ التضاليلِ

أخو الشياطين (دوبامين) تعلقه

تعلق النفس أوهامَ التآويلِ

بمنطق العبد للجرعات متخذا

معنى العبادة فرضا دون تأجيل

فتستميت له ربَّ الهوى وبه

تعبئ الوهمَ في شريان ضليلِ

وإنْ تناقصَ ضاقت نفسُ صاحبه

وأصبح الوقت شُحا جدّ مملولِ

أو كالمعلق في حانات غانيةٍ

بمربط الكيف حول العنق مفتول

يُصارع العرْفَ كي تُقضى لبانته

يرضى من الدهر عيشا جد مرذولِ

إذْ يحرق النفس في أحضان نزوته

مستمسكا بهوى حلوَ المداخيل

لم يدرِ أنَّ الهوى أودى بعزّته

عبدّ الرغائب لا عذرٌ لمهزولِ

أخو الملاعين (دوبامين) أكرهه

كرهَ الإناخة من حرٍّ ومسؤولِ

مقتَ المحشش إذْ يرنو لجرعته

كخاملٍ ثملٍ بالشرب مقتولِ

كره السجائر إذْ أغوت زبائنها

واستملكتهم كعبّادٍ معاليلِ

لاتهدر العمر إنّ الله أوجده

حتى تفوز به من دون تأجيل ….

*************************

( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ) صدق الله العظيم

للأسف نحن جميعا عبدة لأهوائنا إلا مارحم ربي …نستميت من أجل جرعة زيادة من الدوبامين

منذ فترة وأنا أراقب تصرفات العباد وتصرفاتي …ونظرا لأن نفسي حرة تعبد خالقها فقط امتنعت

عن التدخين وقللت هدر الوقت الثمين في مواقع التواصل توخيا لجرعة من الدوبامين ماتعطيه سعادتي بالله وعملي الصالح أضعاف مضاعفة لكن بالإقتراب من الحق مجاهدة تكرهها النفس

وبالدوبامين سهولة تغري الضعفاء وتقودهم إلى عبودية جديدة ….

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!