قراءات_في_حضرة_امرأة_قمرية

(الزمان يوم كنا ..المكان حيث كنا.. الحدث أننا كنا …..
الخاتمة لم نزل للآن كما كنا )….
…….
عيناكِ
أجمل كذَّابتان
يا صغيرتي
تلمعان ضاحكتين
وقلبك شاحبة رؤاه
مثل كنارين أسيرين
يغمضان ويغنيان للحقولِ …..
كذَّابتان
كهذا البحر المكين أمامي
بزرقته الباردة
كذابتان
كأي إنهماكٍ مفبركٍ
و يكشفه فضولي ….
يداك كذّابتان كذلك
ثباتهن كاذب كبير
وسلامهن كاذب كبير
رعشة صوتك تفضحك
كزائرٍ غريب خجولِ ….
رعشة صوتك عريقة
من الفجرِ
حتى يسلم عليه الفجرُ
تسأل سحابة الشعر
عن سلّة الكلام القديم
و عن بلادٍ
تمسح من خد صبحنا
تواتر الخيبات …
هلاّ ساءلتني
يا صغيرتي
عن بلادٍ الأوليين
صرنا فيها قبائل من اللقطاء
نتسلّل من ثقوبِ الليل
تتناحر على الفتات …
يا عُبَيْلتي
سليني عن داحس والغبراء
كيف عادوا بوجه جديد
ينامون بيننا
في الحارات
سليني عن عنترة
ورماحه النواهل
الآن يقرون التاريخ
على عتبة السلاطين
وفي عتمة الحانات …
“كرموشتي”
دعي وجع البلاد للبلاد
يغسلها الوقت
دعي هزائم الجنرالات
يلوكها الصمت …
وسليني عنك
حين يعرش الزنزلخت مختالاً
على الرمش
عن أصابعك
كـ صبايا داهمهن البلوغ
بين الزهو والخجل
فاتنات بتأليف
موسيقا ‘الدخول للفراديس’
على ضلعي …
يا صبابتي العتيقة فيَّ
دعي عنك
ما يجري في ملكوت شرودي
من إلتباسِ
دعي عنك
شهوتي للصلاة على
‘قدك المياس’
و طوبى لوجهك
المشغول على مهلٍ
ويكأنه الحاني
وأنا الـ يلفني اليتم
أستكينه إليه كأهلٍ…
طوبى لـ شامة حيرى
في منعرج النحر تغني
–لو درى ندامى الكأس بي
لـ هجروا الكؤوس وأنتبذوني
مني يندلق التطوح
إندلاق الماء المحظوظ
على الجسد المرمري–
طوبى لخلخال
إنتبذ الساق مكانًا قصيا
وأخذ نبرة الرنين الأخيرْ
في تهدجه الأخيرْ
وعلى فوضى الخطوات
رتب ذاته قيدًا
وهو يا حسرته الأسيرْ……
وأنا يا حَبِّيتَي
الـ آتيهُ تَّيهًا
وأتوه في التيه
لله منه فيهٍ ومن الـ فيه
كرزًا نافرًا تحكي حمرته
تاريخ المنكسرين فيه
وكم جالو بالشعر
ولا شعرًا جاء يحاكيه …
تصحو ربَّاتُ الكلام
في صوتك لذاتٍ على لذاتِ
وأنا يصحو وجهي
كلما جدني العرق
وتفور آهة المستهام
كلما أنصفتني مليحة الضماتِ
أقول آهتي لأخفي تولعي
ويفضحني بالتولع الغرق …
هالني أني في ملامحك
أضيع الأسماء والتواريخ
و هالني كم أعجبنا هولي
وهالني سلطان قولك
ينداح بيننا حاكمًا
يزاحمني بسلطان فعلي…
كرموشتي
ما كان صدرك كعبة طائفٍ
وما كنت أبرهة
لترسلي سرب شاماتك كطيرٍ أبابيلِ
يطفن مثل نجمات يشعشعن مغزولات بالسمار غزلا
فأسفرْنَ للقلب
عن توبة و فردوس مُحْتملا…
ولكأني بالشعر فيك
أروح بي من سيرة الماء
صبغة الكلام اللين السهلا…
تقولين كمثلي كثيرات بالهوى
وكثيرات النجمات الـ يطفن سماؤك
وقلبي يأبى لوجهك بدلا…
لي سمة الترحال
في الوجوه
مبهورٌ بما احتويت
جئتُ أغبط أشياءك
من المرآة إلى قفل الباب
إلى مرود كحلٍ
في عينك يحتفلا
و ذاهلٌ ينحل قلبي عن لغةٍ
تسيل بكوثرك
حد أني طفقت أوشوش
الجدران عنك
وسرتْ وشوشاتي إليك
بمعراجها رسلا….
ذا القلب لاهثٌ
كأنه خيل يجري
في سبقْ
وثقيلٌ مرور هذا الليل
عليَّ دونك
كأنه غاسق وقبْ ….
أنا يا صغيرتي
ما غبتُ
كنت أروح في فستانك شاردًا
أتقصى أي زهرتين أجمل
لأضيء بهما
مفترق ضفائرك…
ولا رحتُ
كنت أنام في عينيك
وأغني
عيناك أجمل كذابتان
كيما تضمني آلهة
مدائنك…..

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!