قصيدة-السنديانة / للشاعر محمد خليف العنزي

رَسَمْـتُ في دَفْتَري شَمْـسَاً حَوَتْ شَفَقا

تَعَانـَـــقا ثمّ جَــــــــاءَ الصبحُ فافْتَرَقا

 يَمـرُّ بالــرّوحِ حُـــــبٌّ وهيَ سـَارِحـَةٌ

 كَنِسـْمَةِ الفـَجْرِ مَــرَّ اْلطـّيفُ والتَصَـقا

 لمَّا رَأيـْـتُ عُيـــونَاً تـُهْـتُ داخِـــلَها

قَرأتُ مِنْ حُسْـــنِها الرَحـمنَ والفَلَقا

وَكُنتُ آخِـرَ مَنْ بالــحُـبِّ قَـدْ لَحِـقوا

وَهَـلْ يُفــيدُ بِدُنــيا الحُـبِّ مَنْ سَبَقا

 كــأن عَيــنيَّ قَـــبلَ الآنَ لـــمْ تَرَيا

كــأن قلـــبيَ قَـــــبلَ الآنَ مــا عَشِقا

كأن روحــــيَ قَبـــلَ اليومَ ما حَيِيَت

كـأن حبــّيَ للإحسَــــاسِ قَـــدْ شَهِقا

 رَفَـعتُ عينــيَّ للأعلــــى أناظِــرُها

اللهُ أكـــبرُ مــا هَـــذا الـــــذي بـَـــرَقا

هل تلكَ عيناكِ؟أم شمسانِ في قَمَري؟

أم كــوكـبٌ فـي سمـائي جــاءَ مُنفَـلِقا؟

هـذا الجـمالُ الـذي تَحــويهِ يَسْحَـرُني

إذْ يمــنحُ الشمــــسَ نــوراً آخـراً ألِقَا

تلــكَ الـــبراءةُ مــا أحــلى قسـائِمـها

 شَمَمْتُ منــكِ عَبــــيراً يَمتَـــلي عَبَقا

 سَفـيـنَـةُ الــروحِ فـي أعماقِها غَرِقتْ

والبَـحرُ في نـفـسهِ مِـن حُسنِها غَرِقا

 روحي هُــناكَ على شباكِها التَصَقتْ

والقـــلبُ أيـظاً عـلى أطـــرافِهِ عَـلِقا

يا لحــظةً عشتـُـها مازلـــتُ أحـفِرُها

في داخـلِ الـروحِ في جُــدرانِها نَفَقا

قـــدّيسـةُ الحبِّ من بالكــونِ يُشبـِهُها

هيَ المَـــجرّةُ ســدّتْ خلـــفَها الأُفُقا

يا سنــديـــانــةَ روحي للسَماءِ رَقتْ

ملأتُ روحَـــكِ حُبـَّــاً طـاهِراً وَتُقى

ما جِــئتُ أبحَـــثُ عَنْها كَيْ أُراوِدُها

 بَـلْ جِــئتُهـا مـؤمِـــناً للـحُــبِ معتَنِقا

لـمّا شــــــــــعرتُ بأن … ابتَعَدتْ

 أحسَــسـتُ قلبيَ مِـنْ هِجرانِها صُعِقا

يومانِ مـرّا بـِـروحي وَهْـــــيَ غائِبةٌ

قلــبي تَقطَّعَ مِـــثلَ القُـــطنِ واحـتَرَقا

 ما كُنـــتُ أحسبُ أنَّ الحـــبَّ يُرهِقُني

 حتــى تفـــــتـَّتَ هَـذا القــلــبُ وانفَتَقا

 يَقــولُ عـَــقليَ مَهْـــلاً إنـَّـــــها نَسِيَت

 مِن قـــبلُ فاحذر طـَــريقاً نَحوَها زَلِقا

 فقالتِ الــــروحُ دَعـــني فالـعذابُ بِها

أشهـــى وأعـــذَبُ من شَهـــدٍ إذا لُعِقا

 ألـــيسَ من واجبــي للضــيفِ أُكرِمُهُ؟

 أكادُ أسمَـــعُ صَـــْوتَ البـابِ قد طُرِقا

من حـــــقِّهِ دائــــمَاً تـَـلــــــقاهُ مُبتَسِماً

 فافــرشْ لهُ الـروحَ واخترْ مَنطِـقَاً لَبِقا

يا عقلُ رِفـــقاً فهذي ضَيفــتي وَصَلتْ

هذي التي نَبضُ قلـــبي باســمِها خَفَقا

هل كلُّ مَن عَشِــقوا مثــلي إذا عَشِقوا

هل كلُّ مَن قالَ شِعراً في الهوى صَدَقا

أنطقــتُ بالشــعرِ مَنْ مِنْ قبل ما نَطَقوا

 البَحرَ .. والغَـيمَ .. والأقلامَ .. والوَرَقا

لو قــلتُ شِــــعرِيَ للـــبدرِ البعيدِ أتى

 ولو هَمَــــستُ بإذنِ الصـــــخرِ لأنفَلَقا

حتى حــروفُ كلامي بالهوى سَكِرتْ

 وَدفـــترُ الشــــعرِ من حبـــي لها نَطَقا

 شعر: مجمد حليف العنزي 

إ

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!