أصابع ضائعة / بقلم الشاعر محمد اللغافي

يلهث

بالرذاذ صادفته
يغتسل من غبار السنين
قلت له..
ما الذي أتعبك
وأين تسير كمن ضيع ملكه
قال..
كم مرة
في اللحظة
تبيعني امرأة هوائية
أتعبتني
أتعبتني
فانفلتت من بين فخديها
أبحث عن وردة لم تنبت بعد
أسكن ثناياها
أعلمها الحب في النار
أسقيها بدل الجعة كأس شاي
بدل المصباح
نشعل شمعتين في العشب
ولا نحتاط
النار دليل الحب
الدم دليل الاختيار
…………..
طقوسك غريبة …قلت له..
ماذا حملت معك ؟
جسدي ..ولا شيئ
غير هموم الفقراء
وذنوب الأثرياء
وفراش صبية
لم يمهلها
الوقت
كي
توظب غرفتها
وجواز فتى
حجزوه في
منفاه
جمع الشمس في جمجمته
خلع..أيامه السالفة
وضع خفه
على عتبة بائسة
واختفى
في
زوبعة
كان يراها وحده
…………
أنا الآن
أشيع جنازته وحدي
هنااااك
في الثلث الأخير…. من هذه البقعة
تركت وجهي المالح
تنخره الطير
وخرجت
بوجه كالح
لا تهزمه الريح
الطريق
ما زالت أمامي
الباب موصدة
كتاب العشق
ملطخ بدمي……وفي عيني
يعتصم الجياع
قلت له..وقد سبقت دمعة رمشة العين
كيف تسللت الى هذه الغربة
وجنود البواب
في كل مكان
قال..
ضيعني البواب
حين توغلت فيجيبه
الجنود
لا يفتشون جيوب البواب
ولأنني أعشق وطني
أخذته معي
وتركت
للبواب صورته…
… ها هو وطني
يستعيد صورته
طفل يمرح في كرياتي
يدحرج أحزاني
يهامسني
بالعشق المزمن فينا
وطني الصعلوك
له ما يشاء
ولي حنين الطفولة
وليالي شهرزاد
ولغتي
لي ..
ذكرياتي
أقوس لها ظهري
كلما جد الترحال
تحت مواطئي
أطوي الأرض
اقطعها مضرجة بدم قدمي
هاربا
في اتجاه فقدان الفصول
لا زمان ….
ولا مكان..
ولا شيئ كالأشياء
سأسميني
بلغة العصافير التي لا تجتر الأحزان
روح الشهيد
أتوسد
ذراع شساعة الكون
بعد أن أفترش وردتي……. وأنااااام
قلت له..
حلمك سيدي غريب
خرجت من سلالة النسل
مددت يدك لتفتح باب الله
لك ما تشاء
ولي ألفة وجهك المستدير
هو معي
الى آخر نقطة
تكبر في اشتياقي
سأوزعه
قبلة…
قبلة..
على جياع الأرض
بعد أن
يكتحل الليل
برماد الشمس
ويسيل
صدى صرختي
في
سحابة بلا ماء
آه..
يا سيدي
أرى الأيام تلاحق بعضها في ضعفي
حاملة
ركاما
من شيخوخة عارمة
وأنا عنيد
قابع في طريقها
تدوسني حوافر الفصول
صامد
في وجه العواصف والرعود
ما الذي أستأنفه
بعد أن تستحم الأرامل بدمي
والأيتام
يوزعون جسمي
على غرباء الأسرة
وسريري
تضاجعه نساء روميات
وعلى شكل غيمة كبيرة
يتكوم خجلي
يتكوم
فتنهمر عيون الأخاذيذ المعتمة
ها هو النهر الأسود
الملوث بدمي
يستأنف اغتيالي
وجسور الغرابة
تحتكر
هوائي المعتوه
وأنا لا أعرف
في أية ورقة ضيعت أصابعي
ولا في..
أية قصيدة ضيعت لساني
ولا في..
أي مقهى
تركت رأسي مسمرة على الطاولة
ولا في..
أي منحدر
تركت قدمي المتعبتين
ولا في.. أي اقليم أو..قلعة
تركت مفاتيح كوخي
ولا في أي معشوقة
تركت قلبي
ولا في أي فضاء
سأضيع اسمي
……..
عيناي
ينبعث منهما
ضوء أحقاب بعيدة
فائتة
وقادمة بالنبوات
عيناي محملتان
بأشرعة ليلية
وموشحات
وأسئلة عالقة
لست أدري
أين
أخبئ عيني
لأزمنة لاحقة
ولا كيف
أستضيف الأيام المقبلات
دفعة واحدة..
وأعلق عليها
نبضاتي الأخيرة
وأتدلى
من عين الوردة التي
ستنبت في صدر القمر
وأصفر مرحا
لأني..
سأتخلص تماما
من رتابة الأزمنة المنظمة

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!