أنا وحرفي / بقلم: د. آمال صالح

من زمن بعيد…

ربما في زاوية من ذاكرتي…

تغشتها قسوة الأمس

ربما من حاضري المعلق على شفا حرف…

ربما في نظرتك

وهي تهرب من شعري المسافر إليك

إحساسك ينبت في حقول تناستها الحياة…

علمت أنني بدون حروفي

ألتقط دخانا من اللاأبجدية…

ثم مددت نظراتي تحرك أوتار قلبك

حتى تعود لي أبجديتي المسافرة في دمي…

من زمن بعيد…

في كهوف الإحساس

تشتعل القصيدة في نور الولع

وله من سحر…

تعود ذاكرتي

تبحث في الزاوية

تلك التي أحبها…

ولكن قسوة الماضي

أحالتها إلى جليد…

سماء باريس باردة

بدون دفء حرفي

بدون علامة توصلني إلى

مدن الشمس…

حين تطل نظراتك بقبس من لهفة

حين أشكو الإنتظار

للحاضر المتراكم في الغياب…

من زمن بعيد

وأنا أطرق أبواب أبجدية جديدة…

وأريد أن أقول للعالم

أنني هنا في غربة الصقيع

أنا وحرفي…

سنفتح للحاضر…

أبوابا جديدة…

وتلك الزاوية في الذاكرة المنسية

ستعود تشرق…

لغة من سنابل الوعود

ودفء الحضور…

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!