اثقَلتَني خُصوبةً/ بقلم : أمل عقرباوي

أحبّكِ

منذُ بدءِ الخليقةِ

 منذُ خَبءٍ ونيف

 وَ إياكِ ثُمَ إياكِ

آنْ تَستَفِيقي

 مِنْ شَبق عِشقي

سأرتكبُ كلَّ الموبقاتِ والذنوبْ

بحقِّ عينيكِ الشهيّتينِ ..

وبعدها أتوبْ ..

أعدكِ

يقولُها

فتصطفُّ السماواتُ السبعُ

 أمامي

وتتّحدُ المقاماتُ السبعُ

 في داخلي

 فأنسابُ كشعاعِ نورٍ

يخترقُ الأكوان

 وعلى ساريةِ القصيدةِ

شيّدَ لي

أجمل الأغاني

 وأترعني بالمحبّةِ

كفيضِ النبضِ

 وغيضٍ من اللقاءِ

وحرفٍ كالرمادِ

من محابزَ عجافٍ

فأنتَ كجريانِ الوِدقِ

في عيونِي

وتحتَ أضواءِ الأقمارِ

وعلى جوانبِ الطرقاتِ

تتسكّعُ بي

وليحترِق العالمُ

ليغرق في الرمادِ

لأشدُو صبابةَ خمرِهِ

وليأتِ الليلُ مرتعشاً

 كلَّ يومٍ

 فيرتعشُ الفجرُ

وأنا أسوقُ صبابةَ وجدِي

لعينيهِ

وأشدُو منَ الخصوبةِ

فينأى القلبُ والروحُ

عن كلِّ الرجالِ

ويفرِشُ لي

حشائشَ صدرِهِ

 تُربةً سمراءَ

اثقَلتنِي خُصوبةً

حتّى حسبتُ

أن الشوق يتبخترُ

عارياً على جسدِ الحنينْ

لأعودَ إلى سابقِ عهدِي

حيثُ أوّلُ لقاءٍ بيننَا

كنتَ كوليدِ السماءِ

وبكَ يحفلُ تاريخُ ميلادِي

أتيقّنُ أنِّي لستُ جُرمَكَ

وأنّكَ لستَ خطيئتِي

بكَ أنمو كسنبلَةِ قمحٍ

وأزهُو كقصيدةٍ

مُعلّقَةٍ على أستارِ الكعبَةِ

فأُصابُ بدُوارِ الكلماتِ

ودوخةِ المعاني

وأعودُ تلكَ الطفلة

الشَقيِةُ

البَهيةُ

التي تتلعثمُ بالحروفِ

وتتهجّى الأبجديّةَ

قُلهَا

ثمّ قُلهَا

حتّى يشهدَ

القاصِي والدانِي

أنّكَ وشمُ جوازاتِي

وأنّكَ حروفُ قصائدي

وقوافِيها

قُلهَا

ثُمَّ قُلهَا

حتّى تكُفّ الحمائِمُ

عن هِجرَةِ الأوطانِ

 ويُزهِرُ اللوزُ

 في البيداء

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!