آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
مساء الخير
هل
متى سوف يأتي الذي منه أخشى؟!
متى يطرقُ البابَ
يدخلُ
من دون إذنٍ
ليشربَ قهوتَهُ في الصباحِ
يَحُلَّ كضيفٍ يُفاجئُني في الغَداءِ
وقد يتأخَّرُ حتى المساءِ ..
لكي يتعشى .
وفي باحةِ الدارِ،
في غُرَفِي،
في الطريقِ المُؤَدِّي إلى عَمَلِي
يَتَمَشَّى .
ويصحبُنِي حينَ أركبُ سيَّارَتِي مُسرعًا
أو في ” الأسنسير” يصعدُ بِي
فوقَ سطحِ العِمارَةِ،
يُمهِلُني كي أشمَّ الهواءَ
و ألقيَ نظرةَ شوقٍ على النيلِ
حيثُ المراكبُ تَبسُطُ أشرعةً للسماءِ
كباسطِ كفيهِ يدعو
وأرقبَ في حارتِي أصدقائِي .
ومن يكدحونَ للقمةِ عيشٍ
مغمسةٍ بالكِفاحِ المريرِ
بهذا الغلاءِ .
ومن يشحذونَ
ومن يسرقونَ،
ومن يرتشونَ،
ومن يركضونَ وراءَ النِّساءِ
ولا يعلمونَ بأنَّ الذي منهُ أخشى
قريبٌ
قريبٌ
يسيرُ أمامي و يمشي ورائِي
فإنْ جاءَهُ الأمرُ لبَّى
ليطرحَ من جاءَهُ الدورُ أرضا
ومن ثمَّ يمضي إلى غيرِهِ
فبالأمسِ أُمِّي التي أرضَعتني الحنانْ .
و من بعدِها انفَرَطَتْ سُبحةُ الأَبِ
والأخِ والعمِّ والاصدقاءِ
فغاب الأمان
لأبقى وحيدًا
وحيدًا
وحيدًا
أُعاقرُ كأسَ الضَّلالْ .
فباللهِ قُل لي:
متى ستُفيقُ من الغَيِّ؟!
من أمنياتِ المحال؟!
أَجِبْ يا جمالْ!
أجبْ يا جمالْ!
أجبْ يا جمالْ!
٢٠٢٣/١/٢٣
