البحر لا يعرف أسماكه /  بقلم : تامر الهلالي

 

حين لا يلاحظ البحر
غياب أسماكه
يبدأ الوطن رحلة العمى
نتحول جميعا لقصاصات ظلمة شاحبة
تصير القصائد
مجرد ثرثرة

لا توقظ خنفساء أرقة من نومها
تأكل كلاب الغربة الجائعة
ما تبقى من عظام المعاجم النخرة
يبتلع الجفاف عسل القبل
أسئلك أن تجيبي على أسباب غيابك
أسئلك أن تفسري لي حلما
أرى فيه فوهات بنادق محشوة بالاغتراب
بالوحدة و القسوة
تطلق نيرانها على غزالة غافلة
منهمكة في قراءة
ما يشبه قصيدتي الأولى لك
كانت البنادق مكتوم صوتها
لم يكن في الحلم
أي أثر لنزيف
يمكن رؤيته من نوافذ الغياب

لا أريد لأن أموت الآن

لا أريد أن أموت الآن
لا أريد للقتلة و أشباه القتلة
أن يفتعلوا حزنا
على من قتلوه صغيرا يانعا
هكذا سيقال
رغم أني لم أكن يوما صغيرا ولايانع
لا أريد للذئاب المختبئة
خلف زهور الحداد البلاستيكية
أن تأكل جيفتي
فلنترك هذه الوظيفة لنسور العراء
لا أريد أن أموت الآن
للتو بعت قصائدي لناشر هام
سيضعها في ديوان بإسم كاتب هام
لأحصل على نقود تكفي تبغ يومين
و قهوة توقظني للبكاء الصامت
لسبع ليال
بالأمس فقط تدربت على تكنيك جديد
للعادة السرية
و قرأت كتابا عن دمية جنسية
تساعد الوحيدين على خداع أنفسهم
لبعض الوقت
منذ ثلاثة ليال
وضعت آخر لبنة
في معبد متخيل
أرسمه منذ سنين
يرعى حوله الذئاب غنمي
يتبادل داخله الكهنة و الرعية الأدوار
و نضحك أنا والكهنة و الرعية
على الكوميديا ألإلهية المذهلة
لا أريد أن أموت الآن
فبالأمس صوبت بطريقة صحيحة
في رسم على الحائط للديكتاتور
و أصابت الرمية
خصيتيه
و قلبه في آن واحد
لا أريد أن اغادر أزقة روحي
وهي في هذه الحالة الرثة
فأرض الغرفة عليها دماء
أحلام صرعت غدرا
و سماؤها كانت حبلى
بقصيدة عن حبيبتي القديمة
و كان مرسوم فيها
مائدة كبيرة كمعجزة
من حقول العدالة
و الارتواء

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!