امرأة الحرائق / بقلم:مها قربي ( سوريا )

كل يومٍ ..أتنفس صباحاًجديداً

بعينٍ شاردةٍ ويدٍ مستباحة

أختزن بعضاً مني …أملأ قارورة حبرٍ..فتنسكب حروف تغير ملامح خطوي

تسير على الورق ..مثل عرافةٍممهورةٍ بخبء الآتي

أكتب على براعم شجرة

حكاياتعانق رصيف البؤس

لعلها تستمد المجاز

لبوحٍ بسر الخلوة بيني وبينك

ذات مساء

………….::::::::::::::

أضم سلاسل الرعشات

وهي تنثال على رسلها

خفقاتٍ ودفقة

فينداح ظمأ الكلام

أمتطي صهوة الحلم

بحثاً عن قبلة وغمرة

أفشل في العثور على لمسةٍ تمنحني السكينة لأغفو

يبعثر الليل أجزائي …في دفتي كتاب .

القراءة عندي طقس ُما قبل النوم

أحاول القبض على لغو الحروف .

أعيد ترتيبها على نغمة سُلّمٍ موسيقيٍ لأغنية أحبها .

فأكتشف لذة الرقص على إيقاع الحروف .

أحاول رسم الصراط ما بين معنىً وكلمة .

وأحذف مقطعاً من رتابةخطوة

فلا الدلالة ولا التأويل

تمنحني شرف التجلي على أطراف زمنٍ أيقظ كل مجون القلق بروحي .

…………….

أخترق العتمة على ظهر غيمة

أرتمي فوق صدركَ نسمة

لصمتكَ ليل التشهي

لصبحي بوح التفاصيل

أقف على ضفاف السؤال

ما السر بين روحك وبيني ؟؟؟؟

في مواجع صمتك أودع قلبي

أطرق باب الفرح وأمضي

أفتح مدائن الصبوة والانقباض

عيناي مرآةُ سماء من لازورد

وأنا ظل البحر القادم من غيمة عطر

أوقظ بياض الحلم

أركض نحو الشاطئ

أبحث عن أرصفة العشق

عن رسام اعتاد الجلوس على كرسي خشبي يصطاد جمال الحوريات

يأخذه أسيراً

على لوحةٍ من قماشٍ َتبَللَ من رزاذ موجة.

…………..

أفتش في حضرة الضوء

عن مصابيح …لم تتكسر

عن وجوه ….لم تتغير

بقايا بيوت …لم تتدمر

يمشي الوقت وئيداً

وأنا أرقب انكسار الظل

وهو يحاول الهرب نحو تخوم الحواري العتيقة

حيث التقينا أول مرة

وحيث اكتشفنا كيف يصير الحلم مجرة .

وكيف يصير الغياب سراً لقبلة .

ألتقط رزمة ذكرى

وأنت َتقولُ:

تسكنين مزهرات الوجع

كي تشاهدي الغابة لابد من اغتيال العشب في بيان الخطى

تعالي:أحتاجك سماءً لي

أحجزك في غرفتي

تنامين على وسادتي

أهدهدك كلمات عشقٍ

أفرد جدائل شعرك

أتمدد فوق صدرك

وما بين بياض الجسد وعطر البنفسج …تعبق روحي

أقيم صلاة النشوة

أتجلى عارياً… مثل المطر

أنسكب على جسدك الطري

أطلقك شهقةً إذا ما الصبح أشرق

إلى بهو ذاك النهار

وأحلم أن يتسع العالم …

وأسأل كيف لغرفة صغيرة من اسمنت أن تضم نهراً وامرأةً ورجلاً

غرفة تغتالها فوضى الورق

تحيلها نقطةًأول السطر

يصير البحر أعمى والضوء أعمى

يهبط السقف يصير ثرىً

وكل القصائد محض صدىً

أصير صديقة ذاك الغبار

أحترق على عتبات الأنين

…………..

القيامة بدأت

وأصبح خيط الوجود صراطاً

فهل يسمعني ضجيج الحواس

وهل في وحشة الشسوع زوايا

أرغب بانعتاق الكلام

أصابع تفشي سر الضمير وسر الحقيقة

السواد استظل امتداد العرائش

وانالازلت أبحث في الفج عن فجوة

أبحث خلف الحلم عن عينين مرتاعتين

من كابوس حرب تعرت كمومس

وألقت على حواف السرير

أسرار كبتٍ من صرخات لجسد

امرأةٍ غير متاحٍ.

امرأةٍ تشيد من العهر قصوراً

وتنسج من تجاعيد العمر حكايا الجنون .

ُتلبسُها شعائر للعابرين

والمارقين والمترفين

وتسرق طهر الصبايا ..ودفء البيوت وكل الطحين .

الحرب …امرأةالحرائق

فهل يستحيل الرخام جمراً

وهل يستحيل البناءرماداً

هي الحرب لم تبق غير الخراب

وبعض انتصار

فهل بعد هذا الدمار وكل الحصار

سيأتي النهار ؟؟؟؟؟؟؟

لعله قادم ولو بعد حين!!!

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!