بتلات الطين / بقلم يوسف نابارو

بتلات الطين

تعبر زهورنا ستائر الغيوم

المزيّنة بصوَر لا نفهمها,

نحلّق فوق متاهات,

مكتظّة بفتات نفسينا,

ونصنع أوهاما لا تنتمي إلينا,

كمشاهد أفلام داكنة,

حبلى بدم الطوفان,

نتلاحق كإبَر مقطوعة الرِّقاب,

قُبيْلَ القيود والاكتشاف,

ونتطاعن بمخالب صامتة,

بينما تنصهر المعادن في أوردتنا,

يلفُّنا الضياعُ في تجاوزات النبض,

مثل محيط من شراشف سرمدية,

ونغرق في الغرائز الكفيفة,

مواد أولية لا بديلة لها,

أه… ليس بأيدينا غبار الماس,

بل بتلات الطين وكثافة الخيرات,لهثات الجير الحي على خفّا مواد

والجير الحيّ على خفّاق.

   

هيام بلا خوف

————————-

تكبرين في كل المنافي,

كوردة جريحةمبتورة,

توزّعين روحك المنكسرة,

بين ورقات هذا الزمن المتكدّس,

غُربة على غُربة,

تغرقين في خلوة بحرنا,

والمسيرة غامضة,

وتسجنين أرضي الغريبة,

المتحدة بكِ بسلاسل غَيْبية.

 

وأنا أبحث عنكِ,

في عبير مجازاتكِ,

عبر مفرداتكِ المتهدجة,

في الجمل المستغرقة في نومكِ,

ولقاموسي براءة قُبَلكِ

وإدانة أحشائي.

 

يا غريبة,

سأولد كل يوم تحت غزارة هطّلكِ,

على سرر الأحلام الأولى البعيدة,

من حب يضيء المسافة,

من هيام بلا خوف للأعاصير,

وسأموت كل ليل في أفق لحظتكِ,

على سرر الأحلام الأخيرة القريبة,

بمودّة تنقّي الأفئدة,

بذكرى استشهادنا الأجمل.

 

يوسف نابارو

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!