بحيرة من النساء. / بقلم : فتحي مهذب.

السرير الذي تثغو فرائصه

حين تزدحم الغرفة بذئاب الجسد،

السرير الذي تجره غيمتها الحزينة

الى شرفات البكاء،

السرير الذي يتنهد كوحش مقهور

في غابة منحوتات،

يخبئ فراشات ميتة

لفظتها سحابة جسدين ضائعين

في جبل النوم،،

الجسد المليء بخشخشات الاسلاف،

الجسد الذي تمطره العانس برصاصتين

من فوهة ثدييها المهجورين،

الجسد الذي يرمم قلعته في الليل،

الذي تقاتله شياطين وملائكة

بدروع هشة،

الباب الذي يخبئ بحيرة من النساء

وراء كتفيه الخجولين،

ذارفا لالئه امام عتبة القلب،

الذي يتكسر كل يوم

وليس لاسواره جيران واضحون،،

الصمت الذي يبتكر حزاما ناسفا

ويفجر مطرزات الالهة،

الروح الذي تصفعه قرقعة غطاء القبر،

القلب الذي تدمره طقطقة اقدام الغائبين،

الاواني المهشمة تحت وابل الهررة المتناقضة،

صديقتي التي تشرب نبيذ قلبي

وتلقي زجاجته الفرغة في اليم،

الميت الجميل الذي يقرع الاجراس

في البيت الهلامي،

النابت في الهواء الصاعد الى الوراء

غير مكترث بسعال الساعات الهرمة،

المتجدد في العتمة

الذي يركل قمرا ميتا تحت سفح الكاحل،

الذي تجره متواليات خرابه اليومي

الى مطر الكمنجة،

الذي يلاحقه الليل والنهار كذئبين لدودين

في الفلاة،،

الفراغ الذي يئن كجدجد جريح

عائدا من ساحات الوغى،

الفراغ الذي يرافقنا الى يوم القيامة

مشيا على الاقدام،،

الذي يبدو كوحيد القرن في ضبابه الفلكي،

مستاصلا شافة الملاك الضحوك،

اليد التي تلعب بالمتناقضات

على حافة الهاوية،

التي مثل مراة تدمع في عزلتها،

الطفل الذي ياكل الضوء بالملعقة،

ناظرا الى الشمس كام ابدية،

تطعمه في الظهيرة

ترميه كنيزك في برك النوم،

بينما ذئاب عذبة تترصده على اسوار النص،

كل هذا يصب في اغصاني

يتلبسني حد جذور المحو.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!