بين سحابتين / بقلم : عيد صالح

 

 

لم يكن الشعر  غايتي

ولا كان السفر

كان شيء غامض يومض في الأفق

وكان الطريق غابة

والنهار يوشك أن ينقضي

ولا شيء يُبين

غير همهمات الروح

والفؤاد معلق في التيه

وقدماي من شدة الروع تنزلقان في الحفر

قلت يا أيها الهلام الذي يبرق

يا أيتها الهمهمات

والخيوط التي تمتد من سقف السماء

يا أيها المتخفي في سراديبي

والمنتشي برجفتي واشتعالي

يا أيها الطفل المولع  بالفراشات ودودة القز

والرفاق المشاغبون

وأنت علي حافة الجسر

تتبع جنية النهر والفيضان

لست الذي كان يحمل اللوح

صاعدا سبع سموات طباقا

والشيخ يرغي ويزبد

وأنت تعاند

ما بين رجع صدي صوته الأجش

وبين نباح الكلاب التي ترصدتك

في ازورار النهار

 

٢  —-

 

قلت

من هنا كان عليك

أن تنطح صخرة الوقت

وأنت معلق بين سحابتين

وأنت تعبر الفضاء بلا أجنحة

وأنت تنفخ اليأس والجوع

وأنت تنتزع قدميك من قبضة الفراغ

وتملأ رئتيك بعوادم الطقس

وما خلفته العواصف والأعاصير

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!