جسدي عبر العصور ( ٧ )

 

بقلم :وليد المسعودي
العراق بغداد

هذه المرة سأكون واحدا
من المطمورين في المخابئ
عمري عشرون غيمة سوداء
على لملمة الدموع اعيش
وعلى كفكفة الالم انحني .
واحدا من المطمورين
خرجت كظل ميت
حين انتهى جنود هولاكو
من نفض بغداد وما فيها .
يا لها من مدينة
يجتمع الهواء والوباء فيها
كاغصان شجرة
تتشابك مع الريح
اسير في الطرقات
واخاف على جثتي
أن تغدو هناك
مرمية قرب مزبلة
تنهش فيها الكلاب
جثتي التي لا املك منها
سوى طعنات آه
كلما انحنيت خوفا
جثتي تريد الآن الهروب
من كثرة الجثث الميتة
هل تستطيع يا بغداد
جنود هولاكو
ينفضون المدينة
ومكاني بين زاويتين ميتتين
احدهما يبقيني غيمة
ماطرة للدموع والانحناء
واخرهما هيكل عظمي
منثور في الهواء
او مطمور في حفرة
يجتمع البصاق عليها والركلات
جثتي عين الله الميتة
نافذة الله المكسورة
لا تريد لم الاشلاء
والهروب الى زمن اخر
الى جسد آخر
يشبهني في ازمنة اخرى .

وليد المسعودي
العراق بغدا

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!