حن وانا أحن / بقلم : زكية المرموق / المغرب

 

 

ونحن نشق النيل من أسوان إلى بلاصيص

كانت عربات الظهيرة تحلق بأجنحة الزرازير

وهو يردد :

“حن وانا أحن”

 

وكانت بيوت الطين تنصت بشجن للأغنية

وقلبها يتفتت على موائد التاريخ

النخيل على الجنبات يغسل عزلتها بماء الحنين

ويحكي سيرتها للعابرين…

 

بوصلتي عالقة

يا أمون راع

في وادي الملوك

فكيف أدخل البحيرة المقدسة

دون أن أترك جسدي رهينة على طريق الأكباش

وكيف أتجاوز أحبارك

دون أن أتوه عن أسمائي؟

 

الهوكسوس على يميني

وأنوبيس على يساري

فأعيريني حكمتك يا حورس

كي أروض الخطو على مقاس اليد

اليد التي لم أدربها على المحو

كلما تنكرت لي الألواح

 

اليد التي تنكمش

أكثر

كلما طردت الضفادع أسماك المعنى من عشب التأويل

 

أية عرافة تستطيع قراءة خطوطها

دون أن تفقد عينيها؟

أنا التي أمشي إلى الحياة بعدة الموت

كي لا أتهم بسرقة الماء

من فم الوهم

 

والحياة حفلة تنكرية

لكني بلا أقنعة

أحتفل بالخسارات

كما يحتفل جنرال متقاعد بذكورته

أمام نساء لم ولن يوصلهن إلى سرير

الأوسمة: جتث قتلى

لايفهمون أسباب الحرب

 

 

 

*بلاصيص: الاسم القديم للأقصر

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!