في الليل / بقلم : هناء يزبك

في الليل
أمضي جدول نهر غريب
تصافح ضفتيه حبال الدمع
كلما انكسرت جرار الذكريات
والحلم يتقلب في سرير الغسق
يفرك جسده بلحاف الجهات البعيدة
والوقت يسرح شعره وتجاعيد القلب …
وألف عام من الانتظار
ويهديني النعاس ملء يديه
في الليل
ينسج خيال الشوق
صورتك طيفا
تود العين عناقه
كما الغيم أجنحة الريح
ويحبو الخيال
على شوك الزمن
خطاه تسبق خطوي
يودعني فوق ذراع الأفق غيمة
حبات ماس تتقاطر على طيوف الضوء
فيتمطى الضوء بظلاله أثرا غنائيا
على نوافذ عينيك …
والمساء الليلكي
أيها الليل ….
اغزلني أغنية
على أهداب صوته
وتقمص أصابعي نايا
والصمت المكلس على الجدران
كأن اللحن دروب تختزل إلى عينيك
يتشهى النوم
فيخلع ألوانه على مرأى من الضوء
فوق سرير المدى العشبي
وتقمص أيها الليل
طيفي بحرا
قرب شواطئ ذاكرته
والصدى موجة
تعاكس النسيان
تمر على المسافة
فيحضر صوتك
شلال صفصاف يتموج
على ساحل يدي
يؤرخني أغنية فيزهر الرمل
والأفق الراشح بالنبيذ الأرجواني
لايتسع لبرق قبلة
فيشتعل البحر كامل الاشتهاء
وردة تتفتح داخل موج من اللهفة
تخلع أثواب عطرها
وترتدي عشب المدى