في انتظاركَ / بقلم : كوثر وهبي

في انتظاركَ ..

ببطءٍ مميتٍ

يجزُّ عنق الوقت

سكينُ الضجر ..

في رطوبة الوقت

يزحفُ طحلبٌ على جلدي

لا شمسَ تجففهُ هنا

 

رأسي حجرٌ صلبٌ

تفتتهُ كلماتك المرَّةِ

بإزميل الغياب ،

ولا أُشفى منك ..

بيديه يحرثُ قلبي

طفلٌ يرضعُ

نبيذ الشهوة الحارقة

ولا يكبر …

ماأجمل النعاسَ في عينيك

حين تمنحني السكينةَ

حتى آخر الشغفِ بك

 

في داخلي هرَّةٌ

بمخالب حادة

كلما حاولتُ مضغَ هزائمي

تحفرُ جوفي كقبرٍ قديمٍ

لتنبشَ حكمة النسيان

من فمِ السمك ..

غير أني كلما اشتدَّ

احتياجي إليك

أتحولُ إلى طفلةٍ لجوجةٍ

قليلة الصبر على جحودك

وأنت تغمسُ ضحكتكَ الساخرةِ

في صحنِ دموعي المالحة

 

ساطعٌ حزني كشغف المرايا

في انعكاس النور

بلهفةِ العناق الجارفةِ ك سيلْ

في انتظارك …

تتكسَّرُ زوايا القلب

تستديرُ الرغبةُ كطاحونةٍ

تدور وتدورُ في فراغٍ

معتمٍ يثقبه عويل الليل المصمتِ

بوهمِ التجلّي

 

يااا صوتكَ النرجس ..

إذا ما عدّتَ يوماً

كيف يلفهُ ندى الجوعِ

لانصهار القبلات الصارخِ

كرصاصِ الجنائز

حدِّق إذاً ، في لمعة الحزن

الموغلِ في العيون

في نشوةِ اللقاء الأخير

وامضِ إلى حيثُ شئتَ

سالماً من الحياة

ولا تكترث ..

ولا تعتذر …

عن موت الفراشات الحالمةِ

بين يديك …

عن قلبك العوسج

وقفر الدروبِ إليه

عن موتك المدوّي

كصرخةٍ في القاع ..

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

2 تعليقات

  1. فلاشات تلكز الدهشة في رأسي
    تعزفين الضوء برشاقة راقصة
    كم من الإبداع أنتِ !!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!