في حضرة العنكبوت / بقلم : فاطمة شاوتي / المغرب

(1)

لا أحد يكتب جيدا سوى الملح…

قال البحر:

ثم مسح ضحكته من الماء

ومضى…

سمكة تُقَبِّلُ تِنِّيناً يتثاءب ببطء

وضعت كُحْلاً للبياض…

لترى كيف تتحول الأجسام إلى خرافة

وحدنا نفهم

لماذا يفضح الملح الأشياء…؟

(2)

لا أحد يملأ السماء ضجيجا سوى الدخان…

قال اللون:

ثم مَدَّدَ فترة النقاهة من الكْلُورُوفِيل

ومضى…

الدخان في فِراسة أَحْدَبِ نُوتِرْدَامَ

يُرَوِّضُ الأسد

ليصير نمرا من ورق…

فيرى كيف تبتلع العصا السُّمَّ بكل الألوان

وحدنا نفهم

لماذا يَفْسَخُ الثعبان جلده ولا يموت..؟

(3)
لا أحد يرى البَهْلَوَان سوى الوَطْوَاط…

قال الضوء:

ثم حشا طاووسا بِالكِيرَاتِين

ومضى…

السطح يَتَبَخْثَرُ على المسامير

يُقْلِقُ راحة الجار بالسؤال

عَمَّا جال ليلا …

في خيال الحَمَّامِ العمومي…

ليرى في الطواف الأخير للنهار

كيف أعاد أَشْعَبُ الطَّمَّاعُ

تَدْوِيرَ عُقْدَةِ المطر في حقيبة الشمس…؟

وحدنا نفهم…

لماذا يُجَفِّفُ الماء الغِرْبَال…؟

(4 )
لا أحد يرسم للريح ظلا آخر سوى الفراغ…

قالت الحرارة:

ومضت …

تستريح من القلق الأصفر…

وحدها ضحكة  الجيوكاندا

عَرَّتْ امرأة من عُذْرِيَّة المرآة

وبالطَّيْفِ قاست قامتها

على زنجي…

تخلَّى عن لونه للجميع…

وسابق المجاز…

ليؤلف معنىً جديدا للجمال…

وحدنا نفهم

لماذا يخيط العنكبوت

فم الحقيقة…

في قَرْنَيْ ذبابة مجنونة

بحب التراث…؟

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!