قصيدتك الغدير

إلى هذا الوقت لازلت قصيدتكِ الغدير….
تتردد صدى ….
لم يحن بعد كتابتها…
عل جدران ذاكرتكِ…!
وأنت تتربعين على أقل جزء فيَّ…
وتسّدين بأشواقي …كلّ مراكز العبور
لا كلمة من غير فمكِ….!!
لا كلمة …
من غير أن تظلّ رهينة …إلاّ أن تكون لكِ …
ماذا فعلت بكِ…؟
فلما تسأليني ….؟!
أنا يا نهري المعربد داخلي… لم افعل شيئا …!!
كل ما توصلت إليه …!
أن نفضت من ذاكرتكِ تلك الفوضى …
وأعفيت عقلك من التشويش …
وسمحت لراسك أن ينام لأول مرّة
من دون مسكّن …!
لم يكن من الممكن أن لا أحبكِ …
وهذا كلّ ما استطعتُ فعله…!!
فانا لم أفعل شيئا ..!!
غير أن كان استقراري بداخلكِ علقة…
وتوسعي داخلكِ جنينا …
وميلادي منكِ كطفل …
لم أكن أقصد أن أظلّ كلّ ذاك الظلام…
لأبكي إلف كلمة وأنا بحضنكِ…
وأتفرس كلماتي الأولى على سمعكِ…
كان حظي الرائع وليس حظكِ…!!
ماذا فعلت بكِ …؟
أنا لم أفعل شيئًا …!!
إلا أن فككّت عقدة الابتسامة من على شفتيكِ …
وجعلتكِ تضحكين كالصبيان…
وتتسمّرين كالصلبان …وأنت لا تعرفين ….!
متى يسمح لكِ ذاك الإغراق بالتوقف …!؟
لم أفعل إلا أن ضممتكِ …!
كتلك الدّمية التي لازلتِ تحتفظين بها غرفتكِ…
وشممتكِ كالزّعفران والزّعتر والشّيح الجبلي
لأعرف مادة تكوّنكِ الأنْثَويّة…
وسر تفاعلات أحدثتها حين امتزجت بدمي …
وفشلتُ …!
فكلّ نجاحي فيكِ …
أن كُنتِ الشفاء السريع لغروري …!!
فطوال عمري…طوال عقود
كنت أقرأ …
وكنت أكتب…
وكنت أربك ….
فانتهت الآن بحروفي بين يديكِ ….!
خردة قديمة…!!
وسلاحا فاسدا …!
و تفوقت ابتسامة من فمي …!
ورجّة قلق بيديّ …!
على قصيدة بطولها وديوان بكامله…
أنا لم أفعل لكِ شيئًا …!!
أنتِ فعلتِ..!
كلّ محاولاتي البدائية فشلت بإرضائكِ ….
فحقل جغرافيتك انتشر بأعماقي..!
كحقول التواليب بأمريكا وأحراش القهوة بالبرازيل…
لم تعد من مساحة مني …قابلة للزرع..!!
ولم أترك أيّ شبر داخلك يتسلّل إليه الطمع ..
حولت كلّ ما فيكِ …إلى بركان يفيض حمما
تُغرق كلّ ما خلّفه الرّجال بذاكرتك …
من دجل وأباطيل …
ماذا فعلت بكِ …!؟
كنت بكلّ بداوتي وشقاوتي عصفورا مسالمًا
أوقض أوجاعكِ الرائعة كلّ صباح بتغردة …!
وُحدث الزلازل الرهيبة الماتعة حين أهفو بجناحي
وأنا أطلق أول وشوشة من فمي …!!
وأحلق بكِ أول ما يحدث أن تكون يدك بيدي
لم أفعل يا سيدتي …
الا أني نَمَوْتُ وكبرت داخلك موسمين …
موسم للفرح…!
وموسم للانتظار …!
وأنت سيدة …كنت تشتغلين على الوقت.. !!
وتتمتعين بالصمت …!!
وأنا أهرول داخلة كلوحة سريالية…
واستفز ذاكرتكِ حين تحاول فكّ رموزي …ّّ
هزم ألواني…
تحدّي ريشتي…
وحين تصلين إلى أول خيط رفيع تبتسمن….!!
لم أفعل بكِ ….
كنت ..طوال أحقاب عقود أجهّز جيش الذكورة …
وأعدّ أفرادها من الكلمات
والجمل المفيدة…
والنظرات…!!
لاقتحام أيّ حصن للأنوثة ..
والسطو على كنوزه …!!
معكِ لم يحدث …!
فأنتِ أعفيتِ الجيش وأعفيتِ الكلمات
وأعفيتِني من ثرثرة الشعراء…
من كلّ خطط العشّاق المعدّة لميسرة الاحتلال ….
وهربتِ إلى دمي مكسّرة بالدّلال …
وانتصرتِ لكلّ اقتحام بليد …
معك لم أفكر كيف أعْبُرُكِ…!
وإلى أدق ما يكون بكِ من حسّ…
معكِ …
فكرت أن أُلغِي كلّ قصائدي
وكلّ مشاعري …
واستيقظ فقط على توقيت أنوثتكِ الناضجة
ومواقيت حبّكِ التي غيرت مجرى أزمنة
وضبطها على ساعة قلبكِ…!!
لأشعر أني إنسان …!
ماذا فعلتَ بِي..!؟
ولا شيء غير أني …حركت كيانا
وتربعت على كلّ حبيبتي …
بلا حدود وبلا توقف …!
وأحببتها بكلّ تطرّف و تصوّف
وبكل إيمان ….!!


-عبد المالك بدره/ اليمن

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!