كنت أريد ان أخبرك/ بقلم : الدكتورة فاطمة قنديل

إلى إنعام صالح

 

 

 

حين جلستُ على طرف سريرك آخر ليلة

كنت أريد أن أخبرك…..

كي تحبي الموت

لكنني صمتت.

 

كنا جميعا صامتين لسنوات

كل العائلة

فضلنا أن يكون “عمر”  ابنا عاقا

ولم يعد يسأل على أمه

فضلنا أن نسمعك  تلومينه

وتعتزلينا  لتبكي فراقه

وينتفض  قلبك كلما جاءت كلمة “إيطاليا” –عرضا- في حديثنا

بدلا من أن نقول لك ماحدث بالفعل

بدلا من أن نخبرك أنه طار من فوق دراجته البخارية على قمة جبل

منذ سنوات

وجلس يلوح لك من فوق سحابة

(“عمر” العشريني الصاخب

كان يشتمنا بالإيطالية كلما جاء لزيارتك ولاأفهمه

وأضحك)

لابد أنه يشتمنا الآن أيضا

لأنه ظل- دون ذنب جناه- ولدا “عاقا”

كنا نتهامس: “ولد عاق أرحم عليها من ولد قتيل”

كنا نقول: “ستموت لو عرفت”

وهاأنت على سرير الموت

تعرفين

فتفلتين  يدك من يد الحياة

وتلوحين- أخيرا – ل”عمر”

بعد أن تجمدت كفه  طويلا في السحاب.

 

سامحينا

وقولي لعمر أن يسامحنا

كنا نعرف أن الله قد وضع السر في “علبة”

وسيفاجؤك بعمر الآن

نحن فقط لم نجرؤ…

ومن يجرؤ

ياحبيبتي

أن يفتح  قبل موعد عيد ميلادك

هدايا الله؟

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!