ما اوحش فمك ايها الشعر / بقلم : سونيا الفرجاني /تونس

الشعر متقطّع ،في هذا الليل

لا يفعل شيئا بجسدي

لا يُسقطني على الأحياء

ولا على الموتى.

أحاول أن أتهكّم عليه

فأضحك حتّى يبلغ صوتي

رأس السلحفاة النائمة

أوحلق الغراب المريض،

لكنّ الأشباح الجائعة ،تفتك بفمي

وتأكل اللّون كاملا.

لستُ جاهزة أيها الشعر،

ريقي ابتلعته بالكاد

والحرف جرعات متلاحقة ،لاتصل جوفي.

لعلّه الطّمي،عبث بي،وبالأسود السوداء

لعلّ صراخ البحّارة اختلط بآنشراح الشيخ

لا أذكر

لكنّ أمرا ما… يقطر

ويقطّع الشعر على ذقني .

لو أنّ لي لحية

لحَرقْتُها

ودخلتُ أبحثُ عنك وسط الدخان الحاد

وفي أحلك الزوايا المهشّمة

لكنّي نجوت من تلك الكثافة

ونجوت من بؤس الركض على بائعة الكبريت.

هل ماتت بائعة الكبريت؟ونحن خلف زجاج النافذة

نتعانق

ونأكل توتا أسود؟

لاتلمسني..

يدك الزرقاء

لم تنقذها من ضيق التنفس بعناء

ويدك خنقتني أيضا.

يتقاطر الشعر الآن متقطّعا

كتنهدها

وكأشرطة السياط على نهدي.

قفص أنت أم رقص،وبراثن لم تألفها الآلهة؟

لاتقترب الآن كثيرا

ولاتختلط بي

لاتلتصق بشيء يخصّني

ولاتتدفّق قرب النافذة.

في المفترق،

هناك أو هنا

أو حذو زهرة الهندباء

سأتنفّس

سأبذل جهدا لأتنفّس،

أو أضحك،

أو أسعلَ،

سأنسى أنك واقف فوق الصوت الذي يطاردني

وسأطاردك.

سأنفثك،في

البذور الرقيقة البيضاء الطائرة

من الميموزا بوديكا ومن كفي

لأشوّش الأبدية

وأجتاز المسافة المفضية إلى فمك .

ما أوحش فمك أيها الشعر.

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!