/
لا تُعطني سمكة
و لا تعلِّمني
كيف أصطادها
دعها
تسبحُ في نهرها مرتين
/
لا تقطف وردة
لا تقدِّم روحها منهوشةً
في قنينة عِطرٍ
دع الشَّوكَ
يخرجُ من جِلْدي
/
لا أجيدُ الوقوف أمام بحيرة
ثانية واحدة
إنها دمعةُ الموتِ
لم أذرفها بعدُ
/
الأشجارُ تشتعلُ في الغابةِ
ذاكرةُ حبيباتٍ
لفحتها نارُ الشوق
/
الذئابُ تعوي
من ثلاَّجةِ الموتى
عواطفُ تحرَّرت
بعد انقطاع الكهرباء
/
ما كانت عيناكِ
عصفورين أخضرين
عيناكِ تلتهمانِ بالشَّرَرِ الكوني
قلبي الأخضر
/
قطعتُ شفتيَّ
من أجلِ أن تنطفئَ
سيجارةُ الحرب
بترتُ يديَّ
من أجلِ أن يسقط السِّلاح
/
وداعا أيها الأزرقُ المحتدِمُ
على كتفِ المحيط
فوق ضلوع المعتقلين
على جلدِ القِرش
تحت سماء منتهية الصلاحية
في عينيِّ الغُزاة
على شفتيِّ الغريق
وداعا أيها الأزرقُ
/
الشَّمسُ
تلك العجوزُ تهدَّلت ظفائرها
بحنَّاءِ غروبها
ما عادت تُغريني
وقد شوتَ أمسَ
في زهرةِ شبابها
رفاقا
يقطعون الصحراء الكبرى
/
البركان
ياه
ذاكَ الذي يستحمُّ فيه أطفالنا خِلسةً
كلَّ صباحٍ
ويعودونا
باسمين
/
قريبا سنشيِّدُ مقابر في البحر
مكتبات في البراكين
مراكز اصطياف في القُطبِ الشمالي
ووطنا عربيا
على تُرابِ الشمس
/
لا بأس
ما زلتُ أشتغلُ في ورشةِ متلاشيات
أستبدلُ ؛
الأعضاء بالكلمات
الأثرياء بالفقراء
الصالحين بالسُّكارى
المساجد بالحانات
الزوجات ببائعات الهوى
الحبيبات بالسكاكين
الملوكَ بقطّاع الطرق
الدين بالأفيون
الفلسفة بعقاقير الهلوسة
الوطن بماخور
و الشِّعْر
بشفرةِ حلاقة !