من الذاكرةشرفةٌ/ بقلم حسين برادعي

أيها الشتاء الممطر من عينيها
أيتها الغيوم الداكنة
إبتعدي عن الشمس قليلاً
لكي أرى آذار عينيها
سأودع منها أمطار تشرين
ففي حورها ماتت أزهار النسرين
وفي لبها ليلٌ حزين
فارقه القمر
وتركته النجوم وحيداً
يشكو من نيران الأشواق
يشكو من وحشةِ الفراق
على شرفةٍ منسية
في شارعٍ من شورارعِ اللاذقية
شرفةٌ أثملها نسيم الموج
لاأذكر عنوانها
ولست أعلم أخبارها
ولكن أذكر أنَّ لها عينان
كلما رنت بهما
كأنَّ رشأً من الغزلان زنى إلى قلبي
فشفاهُ ثمَّ أضناه
وأدخله عالماً من الخيال
لارجعة منه
إلا
بوخزةٍ أوبنكزة
أو صفعةٍ من يدِ والدي
إني أعرفها جيداً
ولكني لستُ أدركها
أسمعُ صوت الشتاء منها
كلَّما اقتربتُ يزداد شتائها بعداً!!

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!