نافذة/ بقلم : ماهر نصر

 

الرجلُ الذي فتَحَ نافذةً،

لمْ يُلّوحْ بمنديله لسحابةٍ عابرة .

السحابةُ لا تُسْقطُ غيرَ أحجارٍ تتراكمُ،

لتختبئَ الفئرانُ المذعورةُ في غرفةِ ذاكرتِه.

ما كان للرجلِ أنْ يرى أوجاعَه

تتصفحها -ككتابٍ قديمٍ-أحذيةُ الجند،

ولا بائعاتٍ يُخبّئن أجسادهن

في سلالِ فاكهة .

فقط كان له

أن يتعرّفَ إلى هؤلاء ،

الذين يُطْلقون من كُمّه ظلالهم الحبيسة

و إلى هؤلاء الذين ينتظرون

أن ْتسقطَ أعمارُهم

كعودِ قشٍ من منقار عصفور .

والذين تركوا هزائمَهم أمانات في قلبي .

وله أن يزرع في أصيص النافذة أصابَعه المقطوعة .

الرجل الذي فتح نافذة ً في صدره،

لم يكن له

غير قرنفل أبي وندى حزنه.

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!